أ-اللاتجانس - وجهة النظر فی روایات الأصوات العربیة نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

وجهة النظر فی روایات الأصوات العربیة - نسخه متنی

محمد نجیب التلاوی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

أ-اللاتجانس

كانت هناك مبررات قوية للبطولة المطلقة في الرواية، وهي بطولة تصبغ الأحداث بوجهة نظرها، وكانت الطبقية سبباً.. وكان ضعف البناء الروائي سبباً.. وعدم القدرة الغيرية على تقمص ذات أخرى.. سبباً.. وفي روايتنا العربية كان التقليد الأوربي سبباً.. وضعف الروائي سبباً.. والنزعة الرومانسية والاتجاه السيرى سبباً.. والواقع المتحد ضد الاستعمار سبباً ثم كان التحرك الجمعي بعد الاستقلال بفعل زعامة أو مبادئ.. سبباً.

لكن بتطور تقنيات السرد الروائي مع الستينيات، ووجهة النظر من قبل كان لا بد أن يتهيأ المناخ لإعادة إنتاج رواية الأصوات بعد (ديستوفسكي) وكان الالتصاق بالواقع في مسار روايتنا العربية مشجعاً على بروز رواية الأصوات التي أعلنت بطريقة فنية غير مباشرة عن رفضها للبطولة الفردية المطلقة، والرأي الواحد حتى لو كان دكتاتوريا.. فكانت البداية مع (فتحى غانم) في رباعيته الصوتية (الرجل الذي فقد ظله) ثم (نجيب محفوظ) في (ميرامار) ثم تتابعت روايات الأصوات.

وأصبحت مهمة الروائي في (رواية الأصوات) ليست التغلغل إلى الموضوعي بل تأكيد استقلالية الأنا الغيرية، لا بوصفها موضوعاً Object بل بوصفها ذاتاً فاعلة Sebject أخرى.. ومن ناحية أخرى فالحدث الروائي في (رواية الأصوات) لا يذعن لتفسير أحادي مشدود لمركزية محورية واحدة، لأن الحدث الواحد يتوزع على أصوات لإبراز ردود الأفعال.

ومن هنا فرواية الأصوات لم تعرف التجانس التقليدي الذي يغري نقاد الرواية التقليدية. إن اللاتجانس يكمن أيضاً في تباين الأصوات الروائية الحاملة لوجهات النظر، وكلما زاد التباين بين الأصوات كلما تحقق النجاح لرواية الأصوات.

ورواية الأصوات مشدودة إلى الواقع -غالباً- ومن ثم فهي مشدودة إلى منطقة مفعمة بالتناقضات المتعايشة في الممارسات الحياتية، ولأن كل شيء في الحياة له طبيعة طباقية Cointerpaint، لذلك كانت الروايات التقليدية المنغرسة في الواقع والتي تسعى لصهر عناصره المتنافرة داخل وجهة نظر أحادية، كانت تثير غرابة لتساؤلات عديدة تترادف في كيفية تجاوز الواقع بمتناقضات لإحداث انسجام قسري.

ثم إن الواقع نفسه غالباً ما يمثل عنصراً متنافرا مع الذات (الصوت) وليس منسجماً معها، لأن كثرة التحديات الواقعية تعمق الرؤى وتحيلها إلى مثل عليا ذاتية فتزيد الأصوات الروائية قدرة على الاستقلالية النوعية، ويزداد الصوت تشبثاً برأيه كلما زادت أحمال الضغوط الواقعية عليه.. ولعل هذا يفسر لنا أمرين أولهما سبب سكون رواية الأصوات للواقع والتغذي على معطياته، وآخرهما نقل اللاتجانس بواقعيته ومصداقيته إلى رواية الأصوات.

إن التجانس ضد فلسفة الأصوات التي تعتمد على الاختلاف والتنافر لإبراز وجهات النظر كأساس بنائي مساعد على إنجاح مهمة الأصوات، ومن ثم فالتعددية الجوهرية لأشكال الوعي هي المخلقة للتعددية الصوتية التي ترفض الاندماج والتوحد في رؤية أحادية.

/ 102