اللاتجانس - وجهة النظر فی روایات الأصوات العربیة نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

وجهة النظر فی روایات الأصوات العربیة - نسخه متنی

محمد نجیب التلاوی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

اللاتجانس

من الملاحظ أنّ أكثر روايات الأصوات في مصر قد حرص أصحابها على إيجاد (اللاتجانس)بين أصواتهم الروائية ونسبة هذه الروايات تمثل 60% بينما وجدنا روائيين أخر لم يحرصوا على (اللاتجانس) ونسبة هذه الروايات40%.

أما الروايات التي حققت (اللاتجانس) بين الأصوات الروائية فهي (الرجل الذي فقد ظله/ ميرامار/ أصوات/ يحدث في مصر الآن/ الحرب في بر مصر/ الزيني بركات).

ففي رواية (الرجل الذي فقد ظله) نلتقي بخادمة ريفية وبيوسف من أسرة متوسطة وبفنانة وبرئيس تحرير مشهور فضلاً عن أسرة إقطاعية وكان التباين بين الشخصيات على المستوى الطبقي والثقافي بل والطموحات هو سبيل التميز وبداية النجاح… وهذه الأصوات سمحت لنا بالتوغل في أعماق المجتمع المصري قبيل الثورة.. وكان نضج الشخصيات قد غيب الراوي وهمش دور المؤلف الذي أسند الرواية لكل صوت ليعلن عن نفسه:

"أنا مبروكة… أنا مبروكة عبد التواب"، أرملة عبد الحميد أفندي السويفي…" والفنانة تقول: "أنا سامية… سامية سامي الممثلة في السينما…" ورئيس التحرير يقول: "أنا ناجي.. محمد ناجي أكبر وألمع الصحفيين والكتاب في مصر والشرق العربي…"، لقد مثلت هذه الأصوات الطبقات الاجتماعية آنذاك وكان هذا الاختيار للأصوات المتباينة بداية النجاح لوجهة النظر. لأنه كشف عن التناقض الكائن بين القيم الثابتة، والواقع المتغير، وكان اللاتجانس بين الأصوات بانتماءاتها الطبقية قد أشعل الصراع فيما أسماه (لوكاش) (الوعي الكامن)، وهو وعي نكتسبه إذا أفلحنا في فهم أو محاكاة الحقائق الاجتماعية والاقتصادية والوضعية التاريخية والسياسية بكل تعقيداتها.

والجدلية الروائية نجحت هنا في القبض على صيغة إنسانية أكثر شمولاً عبر (اللاتجانس الصوتي)، لأن التضاد المقصود بين الأصوات الروائية قد كشف حجم التصدع الحضاري والاجتماعي والقيمي للمجتمع المصري، وانعكس ذلك على سلوك الأصوات، وبذلك رصدت هذه الرواية بعداً سيسيولوجياً يتوازى ـ إلى حد بعيد ـ مع محاولات (ديستويفسكي) حيث إن البناء الفني جاء متلبساً ببعد فكري، وبوجهة نظر شاملة تبرز نتائج متوقعة للتدني الأخلاقي وبداية التنازلات من أجل تجاوز كل صوت لطبقته إلى طبقة أرقى على حساب رصيد النشأة المثقلة بثوابت أخلاقية لاسيما عند (يوسف ومبروكة..).

وفي رواية (ميرامار) اختار (نجيب محفوظ) أصواته بعناية فائقة وهي أصوات متباينة أشد التباين (فماريانا) تختلف عن(زهرة) المصرية الخالصة، و(طلبة مرزوق) الإقطاعي العجوز يختلف عن(منصور باهي) الإذاعي الثائر، و(سرحان البحيري) الانتهازي يختلف عن (حسني علام) الإقطاعي الصغير المستهتر.

إذن (فنجيب محفوظ) جعل لكل صوت قوامه الغيري المستقل، وقد تحلقوا جميعاً حول رد الفعل تجاه ثورة يوليو، وإن كان (نجيب محفوظ) قد شغلنا عن هذه القصدية الفكرية بعلاقة طارئة بين (زهرة) وسرحان البحيري.. ثم بمقتل سرحان البحيري….

وفي رواية (أصوات) (لسليمان فياض) يتناول موضوعاً حضارياً يتصل بعلاقة الشرق بالغرب ممثلاً في عودة (البحيري) وزوجته الفرنسية (سيمون) إلى قريته بمصر ثم موت (سيمون) لتضافر الحقد والجهل معاً. وقد رصد (سليمان فياض) لهذه القضية أصوات متباينة تمكنت من إبراز تعدد الرؤى مما عمق البعد البؤري لوجهة النظر، فكان صوت السلطة ممثلاً ـ على نحو ما ـ في (المأمور ثم العمدة)، وصوت النساء ممثلاً في (نفيسة القابلة وزينب الأم)، ثم (سيمون) الفرنسية في الطرف الآخر من المواجهة

/ 102