وجهة النظر فی روایات الأصوات العربیة نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

وجهة النظر فی روایات الأصوات العربیة - نسخه متنی

محمد نجیب التلاوی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

الراوي المروي له

الكاتب القارئ والمتلقي.

ولما كانت الأصوات هي الغاية الأساسية لرواية الأصوات فكان من الطبيعي ألا نشعر بحاجة قوية إلى الكاتب فضلاً عن الراوي، وإذا كنا قد توقفنا مع الروائي لأنه صاحب الأساس الإبداعي ولدوره المميز في الاختيار والتنظيم والتشكيل الروائي، فإن وقفتنا مع الراوي لن تحظى بهذه الأهمية لأن وجوده قليل في رواية الأصوات، وحتى عندما وجد في بعض الأعمال قد سكن أحد الأصوات الروائية، ووجدنا تعدداً للرواة داخل الرواية الواحدة، وفي رواية أخرى وجدنا الراوي بشكله وموقعه التقليدي متلبساً مع الروائي دونما مسافة بين الوجه والقناع. وكان هو المتحكم في ظهور الأصوات لكنه يتنازل عن بعض دوره للأصوات.

وقد نخدع أنفسنا إذا اعتقدنا أننا في رواية الأصوات أمام الراوي الأوحد كما نجده في الرواية التقليدية، لأن الأصوات نفسها تقوم بمهمة الرواية الجزئية، ولأن (نحن) هي مجموعة الأنوات (الأصوات) في رواية الأصوات.. وكل صوت يروي من وجهة نظره الخاصة، وقد وجدنا أكثر روايات الأصوات تعتمد في روايتها على الأصوات بشكل مباشر حتى أننا لا نجد أثراً للراوي الذي اختفى أكثر من اختفاء الكاتب نفسه وهو الأمر الطبيعي في رواية الأصوات.

أما غير الطبيعي فهو ظهور الراوي والذي نريد أن نحدد حجمه وشكله وشكوله في رواية الأصوات، ثم مامدى تأثر الرواية بظهوره؟

في رواية (ميرامار) لنجيب محفوظ يجعلنا الكاتب في مواجهة مباشرة مع أصواته… وكل صوت يقدم نفسه لنفسه ـ الراوي المشارك ـ تماماً كما رأينا ذلك في رواية (الرجل الذي فقد ظله) لفتحي غانم. إلا أنّنا ما أن نتقدم في استطلاع الصوت الأول (عامر وجدي) حتى نلاحظ أن الروائي قد نصبه للقيام بمهمة الراوي الأساسي، فأدى (عامر وجدي) هذه المهمة على استحياء ووجدنا في رزانته وهدوئه واستمراريته في البنسيون مسوغاً مقبولاً ليقدم لنا الأصوات المشاركة معه. إننا إذن أمام راو غير تقليدي لأن (عامر وجدي) هو الصوت الروائي الأول ولكنه لم يحك عن نفسه فقط وإنما حرك الأصوات الأخر وحاورها وقدمها وحظي بالظهور مرتين أما المرة الأولى فتلك التي قام فيها بدور (الفصل الصفر) حيث قدم الزمان والمكان والبنسيون ورواده.

ففي البداية يعبر (عامر وجدي) عن المفارقة بين الماضي التليد، والحاضر الأليم، من خلال وصفه للإسكندرية ومظاهرها بـ(الضفيرة السردية) التي تجمع النقيضين لإبراز حجم التبدل والتغير خارج البنسيون، وداخل البنسيون، وكأن هذه المفارقة مقدمة طبيعية لمفارقة الأحداث الجديدة مع ثورة يوليو التي فرضت بدورها نقاشاً يوازن بينها وبين العهد السابق عليها.. وهو الموضوع الأثير الذي بدأ (عامر وجدي) يتبناه حوارياً مع الأصوات المقيمة معه في (بنسيون ميرامار) وهذه الحوارات هي التي حركت المسار الروائي… فمن الأصوات من تشبث بالماضي ورفض الثورة(حسني علام/ طلبة مرزوق/ ماريانا….)، ومنهم من ألف الواقع وانسجم مع معطيات الثورة (سرحان البحيري/ زهرة…).

وقام (عامر وجدي) بتقديم رواد البنسيون (وهو دور الراوي) فيعرفنا أولاً (بماريانا) صاحبة البنسيون ثم يصف (زهرة) ثم يقدم النزيل الثالث (سرحان البحيري) والنزيل الأول (طلبة مرزوق) فالنزيل الرابع (حسني علام)، ثم الخامس والأخير (منصور باهي).

/ 102