(شرق المتوسط).. - وجهة النظر فی روایات الأصوات العربیة نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

وجهة النظر فی روایات الأصوات العربیة - نسخه متنی

محمد نجیب التلاوی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

(شرق المتوسط)..

وعلى الرغم من تفوق (الزيني بركات) في طرح هذه الممارسة السياسية العنيفة إلا أن رواية (الكهف السحري) ورواية (شرق المتوسط) كان طرحهما للقضية أفضل من طرح (محمد ذيب) في روايته (هابيل)، لأن (محمد ذيب) عرض القضية نفسها من خلال (تيار الوعي) فجعلنا داخل شخصية البطل المأزوم ليرصد حجم الظلم والاغتراب في رؤية أحادية، أما روايات الأصوات فتميزت بالطرح الخارجي والترهين السردي وتعدد الأصوات الذي نقلنا إلى مواجهة داخل الحدث نفسه بدلاً من تذكره عند (محمد ذيب). و(طه وادي) تحرك بين الوعي واللاوعي وبين الواقع والحلم برؤى وممارسات خارجية في ترهين سردي حقق مواجهات وحوارات فعالة بين الأصوات فتعددت الرؤى، ولم تقتصر على شكل أمنية كما فعل بطل (محمد ذيب) الذي نذر نفسه لـ(ليلى) -رمز الوطن- حتى تشفى ويعود إلى موطنه.

أما المستوى الآخر من القهر السلطوي فيستمد قوامه من التقسيم الطبقي واستغلال الوظائف والمواقع استغلالاً سيئاً، ونجد ذلك في روايتي (القعيد)(الحرب في بر مصر) و(يحدث في مصر الآن).

في رواية (الحرب في بر مصر) يبحث (العمدة عن بديل لابنه ليؤدي عنه الخدمة العسكرية، ويستعين بـ (المتعهد) ليخطط له. ثم يقع الاختيار على (مصري) ابن الخفير الفقير، ولما قامت حرب اكتوبر استشهد (مصري) فظهر التزييف وأصبح مصري وعياً جمعياً تحلقت حوله وجهات نظر الأصوات المختلفة لتظهر الفساد في بر مصر وأننا في حاجة إلى حرب تحرر الشعب الفقير من قهر السلطة وانحيازها للأغنياء، فلما استشهد (مصري) تعذبت جثته، ودفن بمعزل عن أهله، ولم يستطع الأب والمحقق إعادة جثة (مصري) أو إثبات هويته، حتى أن الأب الفقير حرم من مكافأة الاستشهاد، ونسب الاستشهاد لابن العمدة الذي فاز بالمكافأة المالية أيضاً، ولما حاول المحقق إثبات الحق وُجِه إليه إنذار فأغلق التحقيق ليبقى الحال كما هو الغنى في سلطانه وغناه… والفقير بفقره وضعفه وتعاسته، ولم يبق من أمل إلا سؤال المحقق الذي يدور في بر مصر ليعلن أن الحدوته لم تنته.

ومن الملاحظ أن الرواية تتسع لتفسيرات عديدة… لكنها جميعاً ستعبر عن القهر السلطوي والضعف الشعبي، وقد حفلت الرواية بأصوات سميت بوظائفها (الضابط/ العمدة/ المتعهد/ الصديق…) إلا (مصري) الذي ثبت اسمه. وإعلان المسمى الوظيفي واستثماره سلطوياً يساعد على إحياء هذا الحدث الروائي في كل مجتمع يعاني القهر السلطوي والتزييف.

وبينما اتسعت دائرة (الأنوات) الأصوات لتعبر عن هو (مصري) عندما تحلقت حوله فإذا بالبعد الذاتي للصوت المفرد (أنا) يتسع- بالتبعية- ليحد العالم الخارجي بحدود العالم الداخلي.

وطرح القضية في شكل أصوات (العمدة/ المتعهد/ الضابط) كان فرصة لكشف قاع المجتمع من ناحية، ولاستعراض الطبقات الاجتماعية ووجهة نظرها من ناحية أخرى فالكل يدعي الشرف والوطنية وحب الوطن بطريقته الخاصة حتى العمدة والمتعهد الذي نفذ التزييف. فالعمدة صوت إقطاعي يرى أن ما قامت به الثورة من انتزاع للملكية كان ظلماً، ولما مات عبد الناصر قال: "الحمد لله. زال الكابوس.. وأتى الأمان... هناك ست عشرة سنة سقطت من العمر كان يمكن أن نفعل فيها الكثير لمصرنا العزيزة الغالية".

ثم هو يعبر عن حبه لمصر فيهرب أبناءه جميعاً من أداء الخدمة العسكرية، ولما انكشف أمر تزييفه استعان بالكبار فأوقفوا التحقيق بمنطق أشد غرابة بدعوى أن هذا الأمر يزلزل الجبهة الداخلية ونحن في حالة حرب.

أما صوت (المتعهد) الذي خطط للتزييف فيأتي ليبرر موقفه ويظهر عبقريته الفذة، ويرى أن التزييف الذي يمارسه عمل وطني يقول: "أقسم لكم أنني أشعر أن ما أقوم به عمل وطني مثل مؤسسات العلاقات العامة في أوربا وأمريكا". ووصلت قناعته بوطنيته حد أن عدَّ نفسه مثل أدهم الشرقاوي "أتصور أنني مثل أدهم الشرقاوي.. الفارق بيننا وبينهم أنهم كانوا فرسان السيف والبندقية، وأنا فارس الذهن اليقظ.. القادر على حل أعقد المشاكل.

/ 102