نهاية الحكي مقتل سرحان البحيري - وجهة النظر فی روایات الأصوات العربیة نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

وجهة النظر فی روایات الأصوات العربیة - نسخه متنی

محمد نجیب التلاوی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

نهاية الحكي مقتل سرحان البحيري

وهذه الأصوات تحلقت حول فكرة واحدة (تقييم ثورة يوليو) راجع (شكل1+شكل2)، ولأن الفكرة قوية فمن الطبيعي أن تحظى الأصوات باختيار دقيق يمثل الاتجاهات المختلفة (الصحفي/ الشيوعي/ الانتهازي/ الإقطاعي).. وهذه الأصوات لم تقتصر على التعامل فيما بينها فقط كما وجدنا ذلك في أصوات (الرجل الذي فقد ظله).. وإنما استدعت هذه الأصوات بنضجها أصوات أخر مهمة مثل (زهرة/ طلبة مرزوق/ مريانا).

وكل صوت قام بعرض رأيه في الثورة مبرراً بنشأة حياتية وثقافية هيأته لوجهة نظره، إلا أن صوت (عامر وجدي) قد اتصف بالتوسط فهو ليس متحمساً للثورة (كسرحان البحيري)، وليس عدواً لها (كطلبة مرزوق)، وهذا التوسط أتاح له فرصة الاتصال بكل الأصوات ومحاورتها واقترب صوت (عامر وجدي) من صوت الراوي لأنه تولى في ظهوره الأول تقديم رواد البنسيون، وفي ظهوره الأخير عرفنا بما آلت إليه كل شخصية في الرواية، ولذلك حظي بالظهور مرتين.

وفي رواية (الحرب في بر مصر) نلتقي بالطريقة نفسها: أصوات تحكي باستقلالية وحرية وبشكل رأسي متصل، وتحلقت الأصوات حول قضية واحدة تتمثل في استثمار بشع للتميز الطبقي، حيث فرض العمدة على (مصري) أن يؤدي الخدمة العسكرية بدلاً من ابنه، وتفجر الموقف عندما استشهد (مصري) في حرب أكتوبر. وكل صوت يحكي من وجهة نظره ليدافع عن موقفه وهنا نلتقي بأصوات متعددة (العمدة/ المتعهد/ الخفير/ الصديق/ الضابط/ المحقق) (راجع شكل 1و2)، ولأن (مصري) هو القضية، ولأن الأصوات تحلقت حوله حياً وميتاً فكان من الطبيعي أن يسكن في مركز الدائرة الروائية ليعلن نفسه بطلاً روائياً، ولكن لأنه فكرة تحلقت حولها الأصوات المختلفة بوجهات نظر مختلفة، ولذلك لم يستقل (مصري) بصوت له، لأنه على الرغم من فاعليته المؤثرة على الأصوات، إلا أنه عند التنفيذ أصبح (مفعولاً) ضعيفاً بفعل القوى الطبقية، وأصبحت الأصوات أفعالاً وكل صوت ينال من (المفعول) بطريقته الخاصة تعزيزاً لوجهة نظره:

ومن الملاحظ أن هنا أنّ الأصوات الروائية هنا لم تبدأ من وقت واحد ولم تنته في وقت واحد، فأصوات (العمدة/ المتعهد/ الخفير) تبدأ معاً وتنتهي من حكيها مع نهاية الأحداث ودفن (مصري) وفقد أبيه (الخفير) له حياً وميتاً.. أما الأصوات الأخرى (الضابط/ الصديق/ المحقق) فظهرت في أوقات مختلفة لمدة قصيرة، لكن الأصوات جميعها بحجم مشاركاتها المختلفة تدلي بوجهات نظر قوية، لأنها شخصيات قوية وفي مواقع متباينة (عمدة/ خفير/ ضابط/ محقق..).

وفي هذه الرواية تعلن الأصوات صراحة، عن غيبة المؤلف والراوي، فالمتعهد يقول: ".. من يكتب لكم هذا الفصل من الرواية مدرس ابتدائي سابق.."، أما الصديق فيقول: "خوفي ضخم من انصرافكم عن قراءة فصلي خاصة وأن ما سأحيكه لن يتعدى مشهداً واحداً قصيراً" ثم يقول أيضاً:".. لم أجد من يقدمني لكم فليس لنا في هذه الرواية مؤلف يتولى كل هذه الأمور نيابة عنا...

أما في رواية (السنيورة) فخيري شلبي يعلن عن وجوده كمؤلف عندما يسمي حديث كل صوت بـ (فصل) ويمهره عنواناً يشير إلى فحوى حديثه (الولد مختار يحكي لرفاقه في الكتاب عن يوم مرواحه الترحيلة/ الولد طلبة يحكي: كيف ماتت بسيونة/ حفناوي خادم الثورة يحكي كيف وكيف وكيف/ وسيلة تغني…). لكن الراوي يختفي تماماً لأن الأصوات استقلت بحكيها وبلزماتها التعبيرية، إلا أن الأصوات هنا جاءت ضعيفة (أطفال + جهل) مما جعل الأصوات هنا على الرغم من استقلاليتها -فاقدة لوجهة النظر، والحكي هنا لم يزد عن تسديد مساحات لإعلان وجهة نظر كلية عبر بعد دلالي رامز مركزه (السنيورة).. ,لأنها المركز فهي -كالعادة- لم تستقل بصوت ولم تحك، لأنها فكرة تحلقت حولها الأصوات وتعلقت بها الآمال.

/ 102