ب ـ الراوي - وجهة النظر فی روایات الأصوات العربیة نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

وجهة النظر فی روایات الأصوات العربیة - نسخه متنی

محمد نجیب التلاوی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

ب ـ الراوي

حظي الراوي "باهتمام زائد بين المبدعين والنقاد على حد سواء وذلك لأهميته الكبرى في الخطاب الروائي، فبموقعه يتحدد شكل الرواية، ومنذ بدايات هذا القرن وقد سعى (هنري جيمس) ليحقق حلم النقاد والروائيين في إخفاء الكاتب، وتحديد موقع الراوي وقال بوجهة النظر وأهمية الراوي لوجهة النظر أنه أحد مسمياتها إذ أن المنظرين أطلقوا (وجهة النظر) على الراوي على أساس أنه المعبر عن رؤية الكاتب الفكرية والفنية من خلال موقعه المحوري في الخطاب الروائي. ومنذ الستينيات وحتى الآن وقد كثر التنظير لموقع الراوي لاسيما عند (بوث وتودوروف وجينيت…).

ووقوفنا هنا مع الراوي في رواية الأصوات لن يحظى بأهمية مماثلة كتلك التي احتجزها في كم الدراسات الكثيرة المتكررة في تقنيات السرد الروائي. لأن "الراوي" لم يحظ بأهمية كبيرة في رواية الأصوات بل ويمكن القول بأن كثيراً من الروايات لم نقع فيها على الراوي مثل روايات (الرجل الذي فقد ظله/ الحرب في بر مصر/ أصوات/ يحدث في مصر الآن/ السنيورة….)، وذلك لسببين: إما أن الكاتب استأثر بالرواية على حساب الراوي ولم يسمح له بالتواجد، وذلك لأن الروائي هو النمط الأول والأقوى، والراوي هو النمط الثاني المتواجد برغبة النمط الأول فضلاً عن وجود الأصوات والتي تمثل هنا غاية بنائية احتجزت بدورها النمط الثالث.. وفي رواية الأصوات تنقلب حاجتنا لهذه الأنماط، وتختلف اختلافاً نوعياً عن الرواية التقليدية التي تجعل الأهمية للنمط الأول فالثاني والثالث.. أما رواية الأصوات فتعطي الأهمية الأولى للنمط الثالث (الأصوات). والأهمية الثانية للنمط الأول (الروائي)، ثم يأتي (الراوي) ـ النمط الثالث في المركز الأخير من الأهمية البنائية.

أما السبب الآخر فيتمثل في انطلاق الأصوات باستقلالية تامة بغير حاجة إلى روائي وراو، ويصبح اختفاؤهما من أبرز وسائل إنجاح رواية الأصوات وبناء عليه فالحاجة إلى (الراوي) أصبحت محدودة في رواية الأصوات ولكنها غير معدومة، لأن بعض الروائيين فضلوا تقديم رواية الأصوات عبر الراوي المشارك الذي جاء في شكول متنوعة أثرت بشكل مباشر على رواية الأصوات عندهم.

وبصفة عامة فالراوي ـ إن وجد ـ في رواية الأصوات فإنه لا يحتفظ بالوعي المثالي لنفسه ـ كما نجد في الروايات التقليدية ـ وإنما يقوم بتوزيعه على الأصوات بحيادية تامة، وإذا اتفقنا على أن الراوي هو الذات الثانية للكاتب كما قال (بوث) فمعنى ذلك أن الرواي يستمد أهميته وفاعليته ووجوده من الكاتب نفسه، وقد حدد (ديستوفسكي) مهام الروائي أو الراوي ـ أيهما وجد ـ في أعماله، عندما عني "لا بمشكلة موقف "الأنا" الممارسة للوعي والمقومة تجاه العالم بل مشكلة العلاقات المتبادلة بين أشكال الـ"أنا" الممارسة للوعي والممارسة للتقويم".

وقد فرقت التنظيرات بين الراوي والكاتب، وجل هذه التنظيرات أجمعت على أن الكاتب هو الكاتب أو الروائي الحقيقي، وحديثه موجه بالتبعية إلى القارئ الحقيقي. والراوي هو الكاتب المجرد (شكل فني/ حيلة فنية)، ومن ثم جاء حديثه موجهاً إلى القارئ المتخيل (المروي له).

/ 102