1-اختفاء الراوي في الهيكل البنائي الأول - وجهة النظر فی روایات الأصوات العربیة نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

وجهة النظر فی روایات الأصوات العربیة - نسخه متنی

محمد نجیب التلاوی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

1-اختفاء الراوي في الهيكل البنائي الأول

من المفترض -تنظيرياً- أن يختفي الراوي في (رواية الأصوات)، لأن الأصوات نفسها ستقوم بهذه المهمة -الراوي المشارك- لتوزيع النبرات ووجهات النظر الداخلية حول القضية المطروحة، ولأن الراوي يعني السيطرة المبدئية على الأصوات، الأمر الذي يقلل من مساحة الحرية والاستقلال الغيْري الواجب توافره في الأصوات لإنتاج (وجهات النظر الداخلية).

ولذلك كان من الطبيعي أن تكتمل القدرة الغيرية لمؤلف (الأصوات) بإخفاء الراوي والاعتماد على الأصوات بصفة نهائية وأساسية، وهذا ما وجدناه في أكثر روايات الأصوات وهي (الرجل الذي فقد ظله / ميرامار/ الحرب في بر مصر / أصوات / السنيورة) وهذه الروايات تمثل 50% من مجموع الروايات التي نطبق عليها.

وفي حالة اختفاء الراوي نجد الروايات تبدأ بأصوات تحدثنا عن نفسها بشكل رأسي، وكل صوت يتوازى مع الآخر (شكلاً) ويتداخل معه في خصوصية التنفيذ حيث تنفتح (أنا) الصوت لتستوعب وتجسد حوارات داخلية وخارجية لإعلان وجهة النظر. وهذه الأصوات ذات الخطوط الرأسية المتوازية غالباً ماتبدأ جميعاً من نقطة زمنية ومكانية واحدة، وتنتهي عند حدث واحد، ففي رواية (الرجل الذي فقد ظله) نلتقي بأربعة أصوات (مبروكة / سامية/ ناجي/ يوسف) والجميع يبدأ قبيل الثورة وينهي حديثه مع بدايات الثورة في مكان واحد هو القاهرة، ويمكن تمثل الأصوات كالآتي:

ص.مبروكة ص. سامية ص. ناجي ص.يوسف

وهذا التوحد الزماني والمكاني أوجد الترهين السردي ومن ثم الحوارات عبر (أنا) كل صوت وتعامله مع الآخرين في استدعاءاته أو في منولوجاته المحدودة. ومن الطبيعي أن كل صوت يحكي من وجهة نظره، ولابد أن يترك مساحات غالباً مانجد تسديدها وتفسيرها في حديث صوت آخر. وفي هذه الرواية كان(يوسف) هو آخر الأصوات لأنه هو (الرجل الذي فقد ظله) ومن ثم وجدنا في حديثه إجابات عن استفهامات أثارتها الأصوات الأخر مثل ما أثارته (مبروكة) لماذا لم يساعدها بعد موت أبيه (زوجها عبد الحميد أفندي)، وسؤال (سامية) لماذا تركها يوسف يوم زواجهما وسافر إلى سوريا..؟

واستقلالية الأصوات وحكيها الرأسي المستقل لايعني توازيها، لأن هذه الأصوات تلتقي في ثلاث نقاط (الزمان / المكان/ الفكرة) فهذه الأصوات تتحلق حول أمل واحد هو محاولة تجاوز الصوت لطبقته التي نشأ فيها بطرق وكانت أنجح هذه الطرق (الوصولية) التي ارتادها (يوسف) عندما استثمر ملامحه الطيبة وتحرك.. مما جعل الأصوات الأخرى تعلن حقدها عليه وكراهيتها له.

والبناء نفسه لهذه الأصوات التي تمتد رأسياً باستقلال وحرية نجده في رواية (ميرامار) لنجيب محفوظ وأصواته (عامر وجدي / حسني علام/ منصور باهي/ سرحان البحيري).

/ 102