وجهة النظر فی روایات الأصوات العربیة

محمد نجیب التلاوی

نسخه متنی -صفحه : 102/ 58
نمايش فراداده

ج ـ المروي له/ عليه: (Le Narrataire).

إذا كان الراوي شخصية من خيال الروائي قد منحها وجوداً في الرواية ومنحها صلاحيات كثيرة بها يتحدد شكل الرواية وآلياتها، فإن هذا الراوي لابد أن ينطلق في روايته استجابة للمروي له، لأن حديث الأنا هو عمق لخطاب الأنت، وحتى لوكان خطاب الراوي هو خطاب الصوت في رواية الأصوات فهو بالتبعية يفترض الآخر أمامه فيروي له، وإن اختلفت درجة حضور الآخر (المروي له) فربما تزيد هذه الدرجة زيادة تؤثر بدورها على بناء الخطاب الروائي… وربما تقل درجة الحضور فلا تلاحظ لها أي تأثير قوي.

والراوي الذي يروي بما أنه أحد كائنات الورق فهو يفترض بالتبعية وجود المروي له انطلاقاً من أن أي خطاب لابد له من مخاطب، فالخطاب الحقيقي لابد له من مخاطب حقيقي، والخطاب المتخيل (السارد/ الراوي) لابد له من (مسرود له/مروي له)، لأن مجرد ظهور الصوت ـ في رواية الأصوات ـ وتمكنه من فرصة الحكي بضمير المتكلم فإذا بالآخر (المروي له) أمامه في مدى تخيله وتخيلنا الذي سمح لنا بتصور ـ الصوت/ الراوي ـ نفسه، وهنا لابد من توضيح الفارق بين الروائي والراوي من ناحية، وبين القارئ والمروي له من ناحية أخرى، وهو أمر سبق تناوله عند المنظرين، لاسيما عند (جيرار جينيت) وهوعلى النحو الآتي: