وجهة النظر فی روایات الأصوات العربیة نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

وجهة النظر فی روایات الأصوات العربیة - نسخه متنی

محمد نجیب التلاوی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

والمثال الثاني كان في رواية (الزيني بركات)، لجمال الغيطاني الذي اعتمد على رواة وليس على راوٍ واحد فقط، فكان الرواة في شكل دوائر متداخلة وهو أمر أبعد سطوة الراوي التقليدي.. ووزع المهام والأضواء، وحفظ للأصوات استقلاليتها وتمايزها، وهذا الاستخدام لم يؤثر سلبياً على رواية الأصوات.

والمثال الثالث في رواية (تحريك القلب)، لعبده جبير حيث جعل من الراوي وسيلة لوصف إرهاصات السقوط وتطور هذه الإرهاصات أي أنه قدم الحدث فقط… وترك الراوي رصد رد الفعل للأصوات وتم ذلك على مراحل، ولذلك لعب الراوي دوراً إيجابياً في دفع الأحداث ولم يتدخل لدى الأصوات التي احتفظت بحريتها واستقلاليتها ورؤيتها وكان كل صوت يقدم نفسه بمعزل عن الراوي.

أما المستوى الأخير لاستخدام الراوي فاقترب من استخدامات الرواية التقليدية، وظهرت سيطرة الراوي وامتلاكه لزمام الأمور مما أثر تأثيراً سلبياً على الأصوات، واستقلاليتها وتمايزها وقد وجدنا ذلك بصورة مصغرة أو محدودة في رواية (الكهف السحري)، وبصورة موسعة في رواية(المسافات) ولذلك جاءت رواية (المسافات) ذات تكنيك متواضع قياساً بروايات الأصوات وكان الراوي العارف بكل شيء والمتحكم في كل شيء هو السبب المباشر في سوء التكنيك، لأن الراوي أثر تأثيراً سلبياً على الأصوات.

وهذا يعني أن رواية الأصوات ليست في حاجة إلى راوٍ لأن الأصوات رواة ويمكنهم القيام بهذه المهمة بكفاءة تحفظ لتكنيك الأصوات قوامه وخصوصيته البنائية… وإذا وجد الراوي التقليدي في رواية الأصوات فالأفضل أن يقوم بدور محدود… وإذا حدث العكس وأطلق يده في الرواية فإن ذلك سيؤثر ـ حتماً ـ تأثيراً سلبياً على رواية الأصوات كما رأينا في رواية (المسافات) والتي صيغت بمستوى واحد دونما أسلبة وهو أمر يعكس حجم سيطرة الراوي بشكل ألغى ملامح التميز للأصوات على المستوى البنائي والصياغي. لأنه كلما زادت سطوة الراوي انكمشت حدة الوعي الاجتماعي وتقلص دور الأصوات. وعلى الراوي ـ بصفة عامة ـ وفي رواية الأصوات بصفة خاصة أن يستقبل التعددية الصوتية بما يعمقها ويحفظ كيانها واستقلاليتها لا بما يضعفها، لأن قدرة الراوي على الأسلبة ستعكس الوضعية الاجتماعية والأيديولوجية المميزة للمكان والزمان فضلاً عن حفظ اللاتجانس بين الأصوات الروائية.

إن حاجة رواية الأصوات للنمط الثالث (الأصوات) أكثر من حاجتها للنمط الثاني (الراوي)، وحاجتها للنمط الأول (الروائي) تأتي بعد حاجتها للنمط الثالث… ألم نقل بأن رواية الأصوات نموذج روائي متطور وهدف سعى إليه النقاد والمبدعون منذ أن قال (هنري جيمس) بوجهة النظر.

/ 102