و ربما يؤيد الذى ذكرنا من اشتمال الفعل على خصوصية تنطبق على الزمان التزاما و لا يدل على الزمان تضمنا أى بدلالة تضمنية أن الزمان الماضى فى فعله كضرب و زمان الحال أو الاستقبال فى فعل المضارع كيضرب لا يكون ذلك الزمان المدلول عليه بفعل الماضى أو المضارع ماضيا فى فعل الماضى أو مستقبلا و آتيا بعد زمان النطق أو واقعا فى زمان النطق بالنسبة الى زمان الحال . و يتضح لك خلاصة ما كتبنا فى ضمن هذا المثال و هو قولنا ( يجيئنى زيد بعد عدم و قد ضرب قبله بأيام ) لا شك أن المجى الذى كان واقعا بعد عام يكون فى المستقبل و ضرب الذى وقع قبل العام بأيام مثلا ثلاثة أو أربعة أيام هو أيضا واقع فى المستقبل لان الضرب الواقع بأيام قبل المجى المستقبلى فى المستقبل يكون مستقبلا .
نعم هذا الضرب المستقبلى اذا لوحظ بالنسبة الى ما بعده من الزمان يكون ماضيا . هذا بالنسبة الى الماضى و هو ( ضرب ) و أما قولك ( جاء زيد فى شهر صفر ) مثلا قبل عام من الشهور المنقضية و هو يضرب فى ذلك الوقت أو قبل ذلك الوقت أو بعد ذلك الوقت بأيام معينة معدودة نحو ثلاثة أو أربعة أيام . هذا مثال للحال بالنسبة الى الاول و ماضى بالنسبة الى المثال الثانى و مستقبل بالنسبه الى المثال الثالث . هذا تمام الكلام فى دلالة الفعل على الزمان دلالة التزاميا لا تضمنيا .