قوله ( و أما العادية فان كانت العادة جرت على الاتيان به ) أى بذى المقدمة ( بواسطتها ) أى بواسطة هذه المقدمة من دون توقف وجودى عليها مثل ما جرت العادة على ليس الرداء و العمامة و الحذاء عند الخروج من الدار فهى مما لا ينبغى دخولها فى محل النزاع لعدم توقف الوجودى كى يترشح الوجوب اليها على القول بالملازمة ( و ان كانت ) بمعنى ما استحيل وجود ذى المقدمة بدونه أى بدون وجود المقدمة عادة و ان لم يكن مستحيلا عقلا نظير نصب السلم للصعود على السطح فان الصعود عليه بلا نصب السلم و ان لم يكن مستحيلا عقلا لامكان الطيران ذاتا و لكنه مستحيل عادة فهى أيضا راجعة الى العقلية لان الصعود على السطح بلا نصب السلم لغير الطائر مستحيل فعلا عقلا و ان كان طيرانه ممكنا ذاتا فلا يستحيل صعوده على السطح بدون نصب السلم ذاتا و اذا لا يستحيل صعوده على السطح بدون نصب السلم عقلا و ان استحيل عادة فلا ترجع العادية الى العقلية .
( و أما ) المقدمة العادية فتنقسم الى ثلاثة أقسام :
أن يكون التوقف على الجامع عادة لا عقلا و ذلك كتوقف الكون فى محل بعيد على ركوع الحمار فان التوقف على الجامع بين الحمار و غيره من الفرس و الجمل - أعنى مركوب ما عادى لانه يمكن الذهاب بالرجل و لا يحتاج الى مركوب أصلا .
أن يكون التوقف على الخصوصية عادة و على الجامع عقلا و ذلك كتوقف الكون فى محل بعيد وراء البحر على الركوب فى سفينة خاصة فان خصوصية الركوب فى سفينة كذا عادى و أما الجامع اعنى طى المسافة و لو فى سفينة أخرى عقلى .
أن يكون التوقف على الفرد عقلا و ذلك كنصب السلم و نحوه للصعود على السطح فهذا و ان كان عقليا فهو عادى أيضا . فتحصل من التفصيل الذى ذكرته لك أن التوقف على الفرد اما عقلى و اما عادى و على التقدير الثانى فالتوقف على الجامع اما عقلى و اما عادى :