و بعبارة أوضح و أخصر : كيف يكون تبادر المعنى علامة لكون اللفظ حقيقة فى المعنى المتبادر مع توقف العلم يكون هذا المعنى متبادر من حاق اللفظ و بلا قرينة على التبادر و هذا دور واضح . فأجاب عن هذا الدور بجوابين عند قوله ( فانه يقال الموقوف عليه غير الموقوف عليه ) أى ما يتوقف على التبادر غير ما يتوقف التبادر عليه فلا دور به . بيان أن العلم التفصيلى بالموضوع له يتوقف على تبادر المعنى من اللفظ و لكن تبادر المعنى من اللفظ لا يتوقف على العلم التفصيلى بل يكفيه العلم الاجمالى كما يتضح هذا المطلب لك فى ضمن قولنا ( العالم متغير و كل متغير حادث ( ينتج ( فالعالم حادث ) لان العلم الحاصل بحدوث العالم فى ضمن كل متغير حادث اجمالى و العلم الحاصل من هذا الكبرى يتوقف على العلم التفصيلى بحدوث نفس هذا العالم . فظهر أن العلم مطلقا لا يكون متوقفا على العلم حتى يدور بل العلم الاجمالى موقوف على العلم التفصيلى فلا دور . قوله ( هذا اذا كان المراد به التبادر عند المستعلم ) الخ .
حاصل كلامه ( ره ) هذا : أى رفع الدور بوسيلة العلم التفصيلى و الاجمالى اذا كان المراد بالتبادر فى الكلام التبادر عند المستعلم ( و أما اذا كان المراد بالتبادر عند أهل المحاورة فالتغاير أوضح من أن يخفى . ( حاصل كلامه ( ره ) هذا : أى رفع الدور بوسيلة العلم التفصيلى و الاجمالى اذا كان المراد بالتبادر فى الكلام التبادر عند المستعلم ( و أما اذا كان المراد بالتبادر أوضح من أن يخفى . ( حاصل كلامه فى ضمن قوله ( فالتغاير أوضح من أن يخفى ) وجه الاوضحية أن التبادر عند المستعلم يتوقف على التبادر عند أهل المحاورة و أما التبادر عند المحاورة لا يتوقف على التبادر عند المستعلم . فالتغاير صار واضحا لان الدور عبارة على توقف الشيئين كتوقف ( ا ) على ( ب ) مثلا و توقف ( ب ( على ( ا ) و ما نحن فيه يكون التوقف من جانب واحد فلا دور . قوله ( ثم ان هذا فيما لو علم استناد الانسابق الى نفس اللفظ و أما فيما احتمل استناده الى قرينة ) الخ .