أى الحمل الشائع الصناعى يكون مورده فى حمل الكلى على الفرد نحو ( زيد انسان ) ففى هذا المثال و أمثاله يكون عدم جواز صحة السلب علامة لكون المعنى فيه حقيقى لا فيما كان الموضوع و المحمول كليين متساويين أو كان أحدهما أخص من الاخر أو كان الاول أعم من الاخر أو بالعكس كما يظهر ذلك فى مثل ( الانسان ضاحك ( أو ( الانسان زيد ) أو ( زيد انسان ) .
لان ( الانسان ضاحك ) مثلا يصح سلب الضاحك عن الانسان و تقول ( الانسان ليس بضاحك ) و بمعنى أنه ليس مفهوم الانسان الضاحك و كذا ( الانسان زيد ) يجوز أن تقول ( الانسان ليس بزيد ) لان الانسان مع حفظ كليته ليس بزيد مع حفظ خصوصيته فالانسان الكلى ليس هو زيد الخاص فيجوز سلب زيد عن الانسان لما ذكرناه و هكذا ( زيد انسان ( بالبيان المذكور . فصحة سلب الضاحك عن الانسان و كذا سائر الامثلة دليل على عدم معنى الانسان هو الضاحك فتحصل أن حمل الكلى على الكلى لا يكون علامة لحقيقة اللفظ فى المعنى .
قوله ( و ان لم نقل ان اطلاقه عليه من باب المجاز فى الكلمة ) الخ . الى و ان لم نقل بأن اطلاق الكلى على الفرد يكون من قبيل المجاز فى الكلمة بل يكون الاطلاق من باب الحقيقة و التصرف فى أمر عقلى كما يقول به السكاكى فى هذا القبيل من الاطلاقات كما يظهر لمن راجع كلام السكاكى فى المطول فى قوله ( أنت الربيع البقل ) يقول يكون الربيع ادعاء قادر المتعال و نسبة الانبات اليه يكون حقيقة ادعاءا فعلى أى التقديرين يكون الحمل الشائع الصناعى علامة لحقيقة اللفظ فى المعنى .