( حاصل ما أفاده ( ره ) ايجاد الفرق بين نصب القرينة فى هذا المقام و بين نصب القرينة فى موارد المعانى المجازية بأن الواضح لابد له من نصب قرينة لما أراد من كلامه فى هذا المقام و بين نصب القرينة فى المعانى المجازية لانه فى المعانى المجازية يريد صرف اللفظ بوسيلة القرينة عن المعنى الحقيقى الى المعنى المجازى و يعلن ما أريد من لفظ ( الاسد ) الحيوان المفترس و لذا نقول ( رأيت أسدا يرمى ) . و لكن فيما نحن فيه كأن الواضع بقوله ( زيد ) و الاشارة الى زيد الحاضر فى المحضر يقول أنى وضعت و استعملت باستعمال واحد لفظ زيد فى زيد الحاضر الموجود و جعلت معناه معنى حقيقيا له فغرق واضح بين المعنيين لمن تأمل و تفكر . فتأمل حتى يأتيك اليقين . قوله ( و كون استعمال اللفظ فيه كذلك فى غير ما وضع له بلا مراعاة ما اعتبر فى المجاز غير ضائر فلا يكون بحقيقة و لا مجاز غير ضائر بعد ما كان مما يقبله الطبع و لا يستنكره .
( حاصل كلامه ( ره ) هو كأن قائلا يقول ان الاستعمال كذلك - أى بقصد الحكاية و العلامة على المعنى بنفسه - ليس بحقيقة لانه ما استعمل اللفظ فى الموضوع له و ليس الاستعمال استعمالا مجازيا لان الاستعمال المجازى عبارة عن استعمال اللفظ فيما يناسب الموضوع له بمناسبة كالاسد و الرجل الشجاع بمناسبة الشجاعة و معلوم ان الصلاة و الدعاء ليس بينهما مناسبة بل الفقهاء قالوا لو كانت قراءة الايات بعنوان الدعاء كانت الصلاة مشكلة بل باطلة كما صرح بهذا فى العروة الوثقى السيد محمد كاظم اليزدى عند قوله ( ره ) فى ( اهدنا الصراط المستقيم ( يشكل التكلم فى الصلاة بهذه الاية بعنوان الدعاء بل يأتى بها بعنوان القرآنية . و كذا غيره من العلماء .