و على هذا المعنى تحمل الاية الشريفة المذكورة فى القرآن ( ان الله و ملائكته يصلون على النبى يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه و سلموا تسليما ) لان الصلاة من الله توجه خاص نحو نبينا ( ص ) و هو انزال الرحمة و من الملائكة توجه خاص و هو الاستغفار و من الذين آمنوا توجه خاص و هو طلب الرحمة . فتصوير الجامع بين المركبات الخارجية كما أوضحناه لك فى ضمن الامثلة صار من البديهيات الاولية على كلا القولين الصحيحى و الاعمى فارتفع الاشكال .
قوله ( ثانيها أن يكون موضوعة لمعظم الاجزاء التى تدور مدارها التسمية عرفا فصدق الاسم كذلك يكشف عن وجود المسمى و عدم صدقة من عدمه ) الخ . حاصل كلامه ( ره ) أن الثانى من الوجود المذكورة لدفع الاشكال هو أن تكون الصلاة و نحوها موضوعة لمعظم الاجزاء نحو تكبيرة الاحرام و الركوع و السجود و القيام المتصل بالركوع و أمثالها التى تدور مدارها التسمية عرفا فصدق الاسم يكشف عن وجود المسمى و عدم صدقه عن عدم المسمى .
قوله ( و فيه مضافا الى ما أورد على الاول . ( حاصله و فى هذا الدفع يرد ما أورد على الاول و هو أن النسبة لا تدور مدار وجود معظم الاجزاء كما عرفت سابقا أن صلاة المستلقى و الغريق مع أنه ليس فيهما معظم الاجزاء و أمثالها أيضا كذلك مع ذلك يصدق أن المستلقى صلى و كذلك الغريق و يسقط التكليف بما أتى فهذا دليل على أن الصلاة ليست بمعظم الاجزاء و لا يدور الاسم مدارها لان ما فرض معتبرا رب زمان أوقت ليس بمعتبر كما فهمت ذلك فى ضمن الامثلة فكان شى واحد كالركوع و أمثاله مثلا داخلا فى المسمى كصلاة السالم الحاضر و خارجا كصلاة المستلقى و الغريق و هكذا بل مرددا بين أن يكون هو الخارج أو غيره عند اجتماع تمام الاجزاء . هذا مع ما عليه العبادات من الاختلاف الفاحش بحسب الحالات من الحضور و السفر و المرض و غيرها . فظهر لك أنه ليس معظم الاجزاء شى يعول عليه لرفع الاشكال .