قوله ( بلا واسطة فى العروض ) أى لا يكون الواسطة بين العارض و المعروض موجودا كالحركة العارضة لشخص الانسان حين مشية لا كحركة السفينة التى تعرض السفينة أولا و بالذات ثم تعرض لجالس السفينة ثانيا و بالعرض . و العرض يكون على ثلاثة أنواع لانه اما أعم من معروضه كالماشى للانسان أو مساو لمعروضه كالضحك للانسان و اما أخص كالكاتب بالفعل للانسان . فتحصل من جميع ما ذكرنا أن موضوع كل علم هو ما يبحث فيه عن عوارضه الذاتية بلا واسطة فى العروض .
قوله ( هو نفس موضوعات مسائله عينا و ما يتحد معها خارجا ) أى الموضوع فى كل علم يكون نفس مسائل ذلك العلم . مثلا : يكون الموضوع فى النحو هو نفس الفاعل و المفعول و المبتدأ و الخبر و غير ذلك من مسائله و البحث عن أن الفاعل مرفوع و المفعول منصوب و المبتدأ هو المجرد عن العوامل اللفظية مرفوع و مسند اليه نحو ( زيد قائم ( و هكذا سائر مطالبه المذكورات فى بابها يكون بحثا عن عوارض الموضوع . و فى الاصول مثلا - على ما يقولون - موضوعه يكون الادلة الاربعة أى الكتاب و السنة و الاجماع و العقل . و البحث عن أن الكتاب يجوز نسخه أم لا و الخبر يجوز نقله بالمعنى أم لا و المحكم مقدم على المتشابه و النص و الاظهر مقدمان على الظاهر و امثال ذلك بحوث عن عوارض الموضوع و خارج عنه . فظهر أن الموضوع هو نفس موضوعات مسائله عينا و ما يتحد معها خارحا .