قوله ( الثانى أنه قد اختلفوا فى جواز استعمال اللفظ فى أكثر من معنى على سبيل الانفراد و الاستقلال ) الخ . حاصل قوله (ره) هو أن العلماء اختلفوا فى جواز استعمال اللفظ و ارادة أكثر من معنى واحد من ذلك اللفظ بشرط كون الاستعمال يكون على سبيل الانفراد و الاستقلال بحيث كأنه كان اللفظ واحدا و المعنى أيضا واحدا على أقوال لكن المعروف من الاقوال ثلاثة : ( الاول ) ما اختاره صاحب الكفاية ( ره ) و هو الامتناع لاستحالة الجمع بين لحاظين فى حال واحد ( الا أن يكون اللاحظ احول العينين ) ببيان ذكره ( ره ( فى الكفاية و هو قوله ( ان حقيقة الاستعمال ليس مجزو جعل اللفظ علامة لارادة المعنى بل جعله ) أى جعل اللفظ ( وجها و عنوانا له ) أى للمعنى ( بل بوجه كأنه الملقى و لذا يسرى اليه قبحه و حسنه ) كما اذا قيل لشخص ( أنت كريم ) و لشخص ( أنت لئيم ) ينبسط وجهه باستماع ( الكلمة الاولى و ينقبض باستماع الكلمة الثانية و ليس هذا الا من جهة سراية القبح و الحسن من اللفظ الى المعنى الملقى .
( و لا يكاد يمكن جعل اللفظ كذلك ) أى وجها و عنوانا له ( الا لمعنى واحد ضرورة ان لحاظه هكذا ) أى وجها و عنوانا ( فى ارادة المعنى ينافى لحاظه ( أى لحاظ المعنى ( كذلك ) أى وجها و عنوانا ( فى ارادة الاخير حيث ) أن لحاظه كذلك أى وجها و عنوانا ( لا يكاد يكون الا بتبع لحاظ المعنى فانيا فيه فناء الوجه فى ذى الوجه و العنوان فى المعنون و معه ) أى مع لحاظ المعنى فانيا ( كيف يمكن ارادة معنى آخر معه ) أى مع الاول ( كذلك ) أى فانيا فيه ( فى استعمال واحد مع استلزامه للحاظ آخر غير لحاظه ) أى غير اللحاظ الاول ( كذلك ) أى فانيا ( فى هذا الحال .