روى المجلسى ( ره ) فى البحار قال أبو عبدالله عليه السلام :
فى القرآن ما مضى و ما يحدث و ما هو كائن - الى أن قال - و انما الاسم الواحد منه فى وجوه لا تحصى يعرف ذلك الوصاة . و ان أذكر جميع الاحاديث الواردة فى هذا الموضوع يصير موجبا لطول الكلام أما مع ذلك كله كما قال صاحب الكفاية ( ره ) ليس المراد أنه استعمل لفظ القرآن فى أكثر من معنى واحد و أريد منه معانى متعددة كما تصوره بعض بل المراد أن المتكلم أراد من آيات القرآن معناه الظاهر منها و أحضر فى ذهنه المعانى الاخرى مثلا تقول ( اياك نعبد و اياك نستعين ) أى نعبدك و نستعين بك نحضر فى قلبك معانى أخرى و هى الخالقية و الرازقية و القادرية و هكذا فالذى قصدت من المعنى هو ما يكون ظاهرا من العبارة و الاستعانة به و ما هو من اللوازم و من البطون ما أحضرته فى حين استعمال اللفظ فى المعنى . و ان كان أفهامنا قاصرة عن ادراك اللوازم و فهمها مختص بالمعصومين الذين نزل القرآن عليهم و هو نبينا محمد صلى الله عليه و آله اجمعين مع الائمة بوسيلة النبى .
اعلم يا ولدى أن المشتق عبارة عما يؤخذ من لفظ آخر مع اشتماله على حروفه كالضارب الذى اشتق من الضرب . هذا بحسب تعريف أهل الادب و أما بحسب اصطلاح الاصوليين الذى هو محل البحث المشتق عبارة عما يدل على مفهوم جار على الذات منتزع عنها باعتبار تلبسها بأمر خارج عنها كالعالم و الضارب و أمثالهما لان العالم أو الضارب يدلان على المفهومين الجاريين على ذات زيد فى قولنا ( زيد عالم ) أو ( ضارب ( و هو - أى المفهوم أعنى العلم و الضرب - منتزع عن الذات باعتبار تلبسها بأمر خارج عنها و هو العلم و الضرب .