اربعین فی امامة الائمة الطاهرین

محمد طاهر بن محمد حسین الشیرازی النجفی القمی؛ تحقیق: مهدی رجایی

نسخه متنی -صفحه : 662/ 380
نمايش فراداده

أن معاوية بذل لسمرة بن جندب مائة ألف حتى يروي أن هذه الاية ومن الناس من يعجبك قوله في الحياة الدنيا ويشهد الله على ما في قلبه وهو ألد الخصام وإذا تولى سعى في الأرض ليفسد فيها ويهلك الحرث والنسل والله لا يحب الفساد ( 1 ) الاية ، نزلت في حق علي عليه السلام ، وأن الاية الثانية ، أعني قوله تعالى ومن الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضات الله والله رؤف بالعباد ( 2 ) نزلت في ابن ملجم لعنه الله ، فلم يقبل ، فبذل له مائتي ألف درهم ، فلم يقبل ، فبذل له ثلاثمائة ألف درهم ، فلم يقبل ، فبذل له أربعمائة ألف ، فقبل ( 3 ) .

ونقل أن أهل الشام لشدة عداوتهم لأهل البيت حرموا أن يقرأ بشئ من قراءة أهل العراق ، مع أنهم ممن اتفق الجميع على صحة قراءتهم ، حذرا من أن يؤدي ذلك الى ذكر أمير المؤمنين عليه السلام ، لانتهائهم في الرواية إليه صلوات الله عليه ، وبلغ عداوتهم الى حد كانوا يقتلون من اتهم بولاية أهل البيت عليهم السلام ، وهذا أمر ظاهر عند من سمع الأخبار وتتبع الاثار ، ومع هذا لم ينسبوا إليهم عليهم السلام أمرا يشينهم فيديانتهم وتتضع به جلالتهم . فلولا أنهم عليهم السلام صادقون في دعواهم الامامة والعصمة والتأييد من الله سبحانه ، لما سلم أعراضهم من هتك الكذابة والفساق المصرين على عداوتهم ، وهذا أمر ظاهر لا يخفى على من له أدنى معرفة بالعادات . وقد ثبت أنهم عليهم السلام لم يكونوا ممن لا يؤبه بهم ، وممن لا يدعو الداعي الى البحث عن أخبارهم بخمولهم وانقطاع آثارهم ، بل كانوا في أعلى مرتبة من التعظيم ، وفي الدرجة الرفيعة التي يحسدهم عليها الملوك ويتمنونها لأنفسهم ، لأن الشيعة مع كثرتها في أكثر البلاد اعتقدت فيهم الامامة التي تشارك النبوة ،

( 1 ) البقرة : 204 - 205 .

( 2 ) البقرة : 207 .

( 3 ) شرح نهج البلاغة 4 : 73 .