اربعین فی امامة الائمة الطاهرین نسخه متنی
لطفا منتظر باشید ...
وادعت عليهم
الايات والمعجزات والعصمة عن الزلات ، حتى أن الغلاة قد اعتقدت فيهم النبوة والالهية ، وقد جرت
العادة في من حصل له جزء من هذه النباهة ممن لم يكن من أهل العصمة والتأييد أن لا يسلم من ألسنة
أعدائه ، ونسبتهم اياه الى العيوب القادحة في الديانة والأخلاق . ومما يدل على جلالة قدرهم وعلو
شأنهم ، ما هو المشهور بين أهل النقل أن هشام بن عبد الملك حج في خلافة عبد الملك ، وطاف البيت ،
فأراد أن يستلم الحجر فلم يقدر عليه من الزحام ، فنصب له منبر ، فجلس وأطاف به أهل الشام ، فبينا هو
كذلك إذ أقبل علي بن الحسين عليهما السلام وعليه ازار ورداء ، من أحسن الناس وجها ، وأطيبهم رائحة ،
وبين عينيه سجادة كأنها ركبة بعير ، فجعل يطوف بالبيت ، فإذا بلغ الى موضع الحجر تنحى الناس عنه حتى
يستلمه هيبة له واجلالا ، فغاظ ذلكهشاما ، فقال رجل من أهل الشام :
من هذا الذي قد هابه الناس هيبة ،
فأفرجوا له عن الحجر ، فقال هشام : لا أعرفه لئلا يرغب فيه أهل الشام ، فقال الفرزدق وكان حاضرا : لكني
أعرفه ، فقال الشامي : ومن هذا يا أبا فراس ؟ فقال : هذا الذي تعرف البطحاء وطأته والبيت يعرفه والحل
والحرم هذا ابن خير عباد الله كلهم هذا التقي النقي الطاهر العلم هذا علي رسول الله والده أمست بنور
هداه تهتدي الامم إذا رأته قريش قال قائلها الى مكارم هذا ينتهي الكرم ينمي الى ذروة العز الذي قصرت
عن نيلها عرب الاسلام والعجم يكاد يمسكه عرفان راحته ركن الحطيم إذا ما جاء يستلم يغضي حياء ويغضى
من مهابته فلا يكلم الا حين يبتسم ينشق نور الهدى من نور غرته كالشمس ينجاب عن اشراقها الظلم بكفه
خيزران ريحه عبق من كف أروع في عرنينه شمم مشتقة من رسول الله نبعته طابت عناصره والخيم والشيم