وكقول النابغة الجعدى : فتى كملت أخلاقه غير أنه جواد فلا يبقى من المال باقيا . ( 2 )
فتى تم فيه ما يسر صديقه على أن فيه ما يسوء الاعاديا وكقول الآخر :
وكقول أبى تمام ( 4 ) :
ووجوه البديع كثيرة جدا ، فاقتصرنا على ذكر بعضها ، ونبهنا بذلك على ما لم نذكر ، كراهة التطويل ، فليس الغرض ذكر جميع أبواب البديع .
وقد قدر مقدرون أنه يمكن استفادة إعجاز القرآن من هذه الابواب التى نقلناها ، وأن ذلك مما يمكن الاستدلال به عليه .
وليس كذلك عندنا ، لان هذه الوجوه إذا وقع التنبيه عليها أمكن التوصل إليها بالتدريب والتعود والتصنع لها ، وذلك كالشعر الذى إذا عرف الانسان طريقه صح منه التعمل له وأمكنه نظمه .
والوجوه التى تقول : إن إعجاز القرآن يمكن أن يعلم منها ، فليس مما يقدر البشر على التصنع له والتوصل إليه بحال .
ويبين ما قلنا : أن كثيرا من المحدثين ( 6 )
( 1 ) ديوان النابغة الذبيانى ص 44 والصناعتين ص 324 والبديع ص 111 والعمدة 2 45 ( 2 ) الامالى 2 2 وفيه : " كملت
خيرته " والشعر والشعراء 1 252 وأمالى المرتضى 1 194 وشرح الحماسة للتبريزي 3 19 والبديع ص 111 والصناعتين ص
324 والعمدة 2 46 ( 3 ) البيت لعريقة بن مسافع العبسى ، كما في الاصمعيات ص 15 والامالي 2 149 ( 4 ) م : " كقول أبى
التمام " . ( 5 ) ديوانه ص 81 يعتذر إلى أحمد بن أبى دؤاد والموازنة ص 315 . ( 6 ) م : " قد تصنعوا لابواب الصنعة حتى حشى بعضهم شعره جميعا منها ، واجتهد ألا يعن له بيت إلا وهو
مملوء من الصنعة .
في كلمته " .