وكقوله : خشنت عليه أخت بنى خشين ( 1 ) وكقوله :
وقال في وصف المطايا :
وكقوله :
فهذا وما أشبهه إنما يحدث من غلوه في محبة الصنعة ، حتى يعميه عن وجه الصواب ، وربما أسرف في المطابق والمجانس ووجوه البديع من الاستعارة وغيرها ، حتى استثقل نظمه ، واستوخم رصفه ، وكان التكلف ( 5 ) باردا ، والتصرف جامدا .
وربما اتفق مع ذلك في كلامه النادر المليح ، كما يتفق البارد القبيح .
وأما البحترى فإنه لا يرى في التجنيس ما يراه أبو تمام ، ويقل التصنع له .
فإذا وقع في كلامه كان في الاكثر حسنا رشيقا ، وظريفا جميلا .
( 1 ) هذا الشطر مطلع قصيدة له ، وعجزه كما في ديوانه ص 321
وأنجح فيك قول العاذلين
وقد ورد في الصناعتين ص 262 والموشح ص 324 في ص 310 " وهذا الكلام لا يشبه خطاب النساء في مغازلتهن ، وإنما
أوقعه في ذلك محبته ها هنا للتجنيس ، وهو بهجاء النساء أولى " ! وفي الموازنة ص 437 " فأما قوله : خشنت
عليه ، فهو لعمري من تجنيساته القبيحة ، وعهدت مجان البغداديين يقولون فيه : قليل نورة يذهب
بالخشونة " ( 2 ) ديوانه ص 115 من قصيدة يمدح بها أبا العباس ، نصر بن منصور بن بسام ، وفيه " فتقطع للزند "
والبيت في الصناعتين 236 والوساطة 68 والموازنة ص 229 والموشح ص 311 . ( 3 ) ديوانه ص 243 وفيه " لانسى شدقما " والوساطة ص 65 وفى الموشح ص 311 ما أخس قوله : " لزنى شدقما وجديلا ،
وما معنى تزنيته ناقة أو بهيمة " ؟ وفى اللسان 13 112 " وجديل وشدقم : فحلان من الابل كانا للنعمان بن
المنذر " . ويشير أبو تمام إلى قول عبيد الراعى النميري : شم الحوارك جنحا أعضادها
صهبا تناسب شدقما وجديلا ( 4 ) ديوانه ص 27 وفيه " غادرته قودا " والوساطة ص 68 والصناعتين ص 236 والموشح ص
313 . والقود ، والعود : البعير المسن . ( 5 ) س : " واستوخم رصعه وكان التكليف " .