اعجاز القرآن

محمد بن طیب باقلانی

نسخه متنی -صفحه : 396/ 94
نمايش فراداده

ما كان لاصل دينهم قواما ، ولقاعدة توحيدهم عمادا ( 1 ) ونظاما وعلى صدق نبيهم ، صلى الله عليه وسلم ، برهانا ، ولمعجزته ثبتا وحجة ( 2 ) .

ولا سيما أن الجهل ممدود الرواق ، شديد النفاق ( 3 ) ، مستول على الآفاق ، والعلم إلى عفاء ودروس ، وعلى خفاء وطموس ، وأهله في جفوة الزمن البهيم ( 4 ) ، يقاسون من عبوسه لقاء الاسد الشتيم ( 5 ) حتى صار ما يكابدونه قاطعا عن الواجب من سلوك مناهجه ، والاخذ في سبله .

فالناس بين رجلين : ذاهب عن الحق ، ذاهل عن الرشد ، وآخر مصدود عن نصرته ، مكدود في صنعته .

فقد أدى ذلك إلى خوض الملحدين ، في أصول الدين ، وتشكيكهم أهل الضعف في كل يقين .

وقد قل أنصاره ، واشتغل عنه أعوانه ، وأسلمه أهله .

فصار عرضة لمن شاء أن يتعرض فيه ، حتى عاد مثل الامر الاول على ما خاضوا فيه عند ظهور أمره .

فمن قائل قال : إنه سحر ( 6 ) ، وقائل يقول : إنه شعر ( 7 ) ، وآخر يقول : إنه أساطير الاولين ( 8 ) ، وقالوا : لو نشاء لقلنا مثل هذا ( 9 ) . إلى الوجوه التى حكى الله عز وجل عنهم أنهم قالوا فيه ، وتكلموا به ، فصرفوه إليه .

( 1 ) م : " عصاما أو "

( 2 ) ا : " حجة وتبيانا " ، م : " وحجة لمعجزته وتبيانا "

( 3 ) الرواق : الفسطاط .

النفاق : الرواج .

( 4 ) البهيم : الاسود .

( 5 ) في اللسان 15 211 : " أسد شتيم : عابس " .

( 6 ) قال تعالى في سورة سبأ 43 : ( وقال الذين كفروا للحق لما جاءهم : إن هذا إلا سحر مبين ) .

( 7 ) قال تعالى في سورة الانبياء 5 : ( بل قالوا أضغاث أحلام بل افتراه بل هو شاعر ) .

وقال في سورة الصافات 36 : ( ويقولون : أئنا لتاركوا آلهتنا لشاعر مجنون ) .

( 8 ) قال تعالى في سورة الفرقان 5 : ( وقالوا أساطير الاولين اكتتبها فهى تملى عليه بكرة وأصيلا ) .

( 9 ) قال تعالى في سورة الانفال 21 : وإذا تتلى عليهم آياتنا قالوا قد سمعنا ، لو نشاء لقلنا مثل هذا ، إن هذا إلا أساطير الاولين .