اصول الستة عشر من الاصول الاولیة

ضیاءالدین محمودی

نسخه متنی -صفحه : 354/ 72
نمايش فراداده

وهذا يدلّ على ضرورة دراسة جديدة في الرجال تختلف عن اُسلوب الدراسة المتداولة عند الأصحاب التي لا تتجاوز الكتب الأربعة الرجالية وحدودها، والتي تفقد الكثير من المعلومات. ولهذا الشأن يمكن الاستفادة من بعض كتب العامّة؛ ذلك أنّهم كانوا مختلطين بأصحابنا في عصور الأئمّةعليهم السلام، وكانت الأرضية مهيّأة لهم، فحفظت آثارهم، بخلاف أصحابنا، ولذا سجّلوا أسماء كثير من الرواة لاسيما رواة أصحابنا الذين كانوا مبثوثين بينهم وغير مميّزين فيهم أحياناً، والذين يعدّون من فضلاء عصرهم ومنهل وِردهم.

أقول: وبعد تنقيح هذه المعلومات راجعت كتاب الجامع للرجال، فوجدت أنّه توصّل للنتائج التي توصّلنا إليها، حيث قال:

«خلّادبن خالد المقرئ، له كتاب، قاله الشيخ في الفهرست، ثمّ روى بسنده عن ابن أبي عمير وصفوان عنه، يروي عن قيس‏بن أبي حصين، وروى عنه أحمدبن يحيى الأحول. وذكر الشيخ خلّاداً السدّي البزّاز الكوفيّ، وروى كتابه بسنده عن ابن أبي عمير، وقال النجاشيّ: خلّاد السنديّ البزّاز، كوفيّ، روى عن أبي عبد اللَّه‏عليه السلام. وقيل: إنّه خلّادبن خلف المقرئ خال محمّدبن عليّ الصيرفيّ أبي سمينة، له كتاب يرويه عدّة، منهم ابن أبي عمير. انتهى موضع الحاجة. وظاهر الوحيد اتّحاد الجميع، وهو الصواب، ويأتي في ابن‏عيسى» (22) .

وقال أيضاً في ترجمة خلّادبن عيسى:

«عنونه الوحيد وأخذ ذلك من كلام النجاشيّ في ترجمة الحكم‏بن حكيم، والظاهر اتّحاده مع السنديّ» (23) .

ومن النكات التي وقفنا عليها: أنّ المصنّفين من الرواة الذين أخذوا من هذه الاُصول كانوا يعتمدون في روايتهم على ذكر الاسم الذي جاء للراوي في ذلك الأصل المأخوذ منه، ولا يتعدّون إلى ذكر خصوصياته؛ تسهيلاً للأمر ولوضوح ذلك عندهم، بل ربّما كانوا يختصرون اسمه، ولذا نراهم يعبّرون عن صاحبنا هذا -بحسب ما كان في تلك الاُصول تارةً ب«خلّاد السنديّ»، واُخرى ب«خلّاد المقري»،