ووجه الثاني رواية سالم في حديث ابن عمر مره فليراجعها ثم ليطلقها طاهرا أو حاملا والأولى هي الأولى لأنه أكثر تفسيرا بالنسبة إلى هذه الرواية وأقوى في الصحة والدراية . وبه ( عن حماد عن إبراهيم ، عن علقمة ، عن عائشة أم المؤمنين قالت لما أغمي ) بصيغة المجهول ومرفوعة ( على رسول الله صلى الله عليه وسلم ) أي في مرضه الذي توفى فيه ( قال : مروا أبا بكر فليصل بالناس ) أي نيابة عني وخلافة مني ( فقيل له ) :
والقائل عائشة أو حفصة : ( يا رسول الله إن أبا بكر رجل حصير ) بفتح الحاء وكسر الصاد المهملتين أي بخيل ضيق الصدر ، ( وهو يكره ) أي يصعب عليه ( أن يقوم مقامك ) ، ولا يرى أمامك المقام مقامك ( فقال : مروا أبا بكر فليصل بالناس . يا صويحبات يوسف ) بالتصغير والتنكير ( وكرر ) أي الأمر بذلك لعلمه أنه أفضل من هنالك ، وقد سبق عليه الكلام والله أعلم بحقيقة المرام .