وأما ما رواه الدارقطني وغيره عن أنس : ما زال رسول الله صلى الله عليه وسلم يقنت في الصبح حتى فارق الدنيا ، فمعارض بأن شبابة ، روى عن قيس بن ربيع ، عن عاصم بن سليمان ، قال : قلنا لأنس بن مالك : إن قوما يزعمون أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يزل يقنت في الفجر فقال : كذبوا إنما قنت رسول الله صلى الله عليه وسلم شهرا واحدا يدعو على أحياء من أحياء المشركين .
وروى الطبراني عن غالب بن مرقد الطحان ، قال :
كنت عند أنس ابن مالك شهرين ، ولم يقنت في صلاة الغداة .
وقد روى الخطيب عن أنس بن مالك أن النبي صلى الله عليه وسلم كان لا يقنت إلا إذا دعا لقوم ، أو دعا عليهم . وقد أخرجه أبو حنيفة ، عن حماد بن أبي سليمان ، عن إبراهيم عن علقمة ، عن عبد الله بن مسعود أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يقنت في الفجر قط إلا شهرا واحدا لم ير قبل ذلك ولا بعده ، وإنما قنت في ذلك الشهر يدعو على الناس من المشركين .
وأخرج ابن حبان عن أبي هريرة قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يقنت في صلاة الصبح ، وأخرج النسائي وابن ماجه والترمذي ، وقال : حديث حسن صحيح عن أبي مالك سعد بن طارق الأشجعي ، عن أبيه : صليت خلف النبي صلى الله عليه وسلم فلم يقنت ، وصليت خلف أبي بكر فلم يقنت ، وصليت خلف عمر فلم يقنت ، وصليت خلف عثمان فلم يقنت ، وصليت خلف علي ، فلم يقنت ، ثم قال : يا بني إنها بدعة وقال محمد بن الحسن ، حدثنا أبو حنيفة عن حماد بن أبي سليمان ، عن إبراهيم النخعي الأسود بن يزيد أنه صحب عمر بن الخطاب سنين في السفر والحضر ، فلم يره قانتا في الفجر قال ابن الهمام : هذا إسناد لا غبار عليه ولا غبر عليه طلاقة الأمة وبه ( عن عطية عن ابن عمر قال : قال رسول الله عليه الصلاة والسلام :