شرح مسند ابی حنیفه

علی بن سلطان محمد قاری

نسخه متنی -صفحه : 600/ 39
نمايش فراداده

التعجب انفعال النفس

وبه ( عن حماد ، عن إبراهيم ، عن علقمة ، عن عبد الله بن مسع قال : جاء جبرائيل إلى النبي صلى الله عليه وسلم في صورة شاب ) إشعارا بأن تحصيل العلوم أولى في أوان الشباب .

( ولم يعرفه أحد من الأصحاب ) كما ورد لا يرى عليه أثر السفر ولا يعرفه منا أحد ( عليه ثياب بيض ) بالإضافة ، أو بدونها أي ذات إيماء إلى أن تلبس البياض يناسب أهل العلم ، فإنه أنظف وأطهر ، وفي النظر أنور ، وفي بعض الروايات : إذ طلع علينا رجل شديد بياض الثياب شديد سواد الشعر ، وبهذا تبين أنه لم يكن أمردا ( فقال السلام عليك يا رسول الله ) في رواية مسلم خاطبه بيا محمد من دون السلام فيحمل على تعدد الواقعة ، أو تكرر خطابه أو اقتصار بعض الرواة على أن الاعتماد على زيادة الثقاة ( فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : وعليك السلام ) والاقتصار عليه من باب الاكتفاء عملا لبيان أقل الجواز في الجواب .

( فقال : يا رسول الله ادنو ) أي أقرب ، ولا يكون تقصيرا في الأدب ( فقال : ادنه ) بهاء السكت أو بضمير راجعا إلى المصدر بصيغة متكلم المفهوم من الفعل أي أدن الدنو كما قيل بهما في قوله تعالى : ( فبهداهم اقتده ) على القراءتين فقال الفاء فصيحة أي ( فدنا حتى جلس إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، فأسند ركبتيه ووضع كفيه على فخذيه ) أي فخذي النبي صلى الله عليه وسلم كما في رواية النسائي ( فقال : يا رسول الله ما الإيمان الشرعي ؟ قال : الإيمان ) وهو تصديق الجنان وإقرار اللسان ( بالله ) أي بوجود ذاته وصفاته وشهود توحيده في مصنوعاته ( وملائكته ) بأنهم عباد مكرمون لا يسبقونه بالقول وهم بأمره يعملون ( وكتبه ) المنزلة من غير تعين عددها ( ورسله ) إلى أممهم وإلى أنفسهم لتكون شاملة لأنبيائه ، وفي بعض الروايات الصحيحة واليوم الآخر ، ( والقدر خيره وشره ) أي حلوه وم وفي رواية لمسلم وبالقدر كله ( قال : صدقت )