شرح مسند ابی حنیفه

علی بن سلطان محمد قاری

نسخه متنی -صفحه : 600/ 42
نمايش فراداده

قال في آخر حجة حجها وافيت هذا الموضع سبعين مرة في كل مرة أقول : اللهم لا تجعله آخر العهد من هذا المكان ، وقد استحييت من الله من كثرة ما أسأله فتوفي في السنة الداخلة يوم السبت غرة رجب سنة ثمان وتسعين ومائة .

ودفن بالحجون .

وقد روى له الشيخان وهو ممن روى عن الإمام كما ذكره الكردري ، وقد قال سفيان بن عيينة من أراد المغازي فالمدينة ، ومن أراد المناسك فمكة ، من أراد الفقهفالكوفة يلازم أصحاب أبي حنيفة ، قال الصولي دخلت على سفيان بن عيينة ، وبين يديه قرصان من شعير فقال : يا أبا موسى إنهما طعامي منذ أربعين سنة ، وكان ينشد شعر : خلت الديار فسدت غير مسود ومن الشقا وتفردي بالسؤود وقال سويد بن سعيد ، عن سفيان بن عيينة قال : أول من أقعدني للحديث أبو حنيفة قدمت الكوفة ولم يتم لي عشرون سنة .

فقال أبو حنيفة : هذا أعلم الناس بحديث عمرو بن دينار فاجتمعوا علي فحدثتهم ، وقال أبو سليمان الجوزجاني : سمعت حماد بن زيد يقول : ما عرفنا كنية عمرو بن دينار إلا بأبي حنيفة ، كنا في المسجد الحرام ، وأبو حنيفة مع عمرو ابن دينار فقال له : يا أبا حنيفة كلمة تحدثنا فقال : يا أبا محمد حدثهم ، ولم يقل يا محمد وحماد بن زيد أحد الأعلام ، روى له الأئمة الستة قال ابن مهدي : ما رأيت بالبصرة أفقه منه ولا أعلم منه عاش إحدى وثمانين سنة ، وتوفي في رمضان سنة تسع وسبعين ومائة .

وقد أخذ الفقه عن أبي حنيفة وهو الراوي عنه أن الوتر فريضة ، وأما عمرو بن دينار ويكنى بأبي يحيى ، فروى عن سالم بن عبد الله بن عمرو وغيره ، وعنه الحمادان ، ومعتمر وجماعته ، ومن هو مشايخ الإمام من التابعين الكرام ، وفي شرح الوقاية للشمني أن الشافعي روى في مسنده ، عن محمد بن الحسن ، عن أبي يوسف عن أبي حنيفة عن عبد الله بن دينار عن ابن عمر قال : قال رسول الله : ( الولاء كلحمة النسب لا يباع ) .