اجتماع أبي حنيفة والأوزاعي
: قال ابن عيينة : ( اجتمع أبو حنيفة والأوزاعي ) وهو من أكابر المجتهدين ومنأجلاء التابعين حتى إذاركب كان الثوري ومالك في ركابه أحدهما ليسوق ، والآخر يقود ( في دار الحناطين بمكة ) أي مكان البياعين
للحنطة واليوم يقال له : سوق الحبابين ولا يبعد أن يراد به دار العطارين على أن المراد بهم البياعون
للحنوط بفتح وضم طيب بخلط للميت ( فقال الأوزاعي لأبي حنيفة ما بالكم ) والخطاب ؟ بالجمع للتعظيم أو
له ولأصحابه أو للكوفيين والمعنى ما شأنكم وحالكم ( لا ترفعون أيديكم ) في الصلاة ( عند الركوع ) أي
حال إرادة الانخفاض إليه ( وعند الرفع منه ) كما يفعله أهل المدينة وغيرهم ؟ ( فقال أبو حنيفة : لأجل
أنه لم يصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فيه شئ ) أي حديث غير معارض لغيره يجب به العمل ، فإنما
أطلق الكلام لأنه ادعى الإلزام ، وإذا تعارض الحديثان تساقطا .والأصل عدم الرفع لأن مبنى الصلاة على السكون في الشرع ، وما يقال بترجيح أحدهما ( قال : كيف لا يصح )
أي على الإطلاق أنه بحيث لا يعارض بما هو أرجح في مقام الوفاق ، ( وقد حدثني الزهري ) ، وهو محمد بن
شهاب
أعلم الفقهاء والمحدثين والعلماء والأعلام من التابعين بالمدينة السكينة ،