اتقاء الشبهات
وبه : ( عن الحسن ، عن الشعبي ، قال : سمعت النعمان يقول على المنبر ) أي حال كونه خطيبا ، أو واعظا (سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " الحلال بين ) أي ظاهر مبين معين ، ( والحرام بين ) أي يعرفه
كل أحد من المسلمين ، ( وبين ذلك ) أي ما ذكر من الأمرين ( أمور مشتبهات ) أي لها شبه إلى الحرمة ، ولها
شبه إلى الحلية لا يعلمهن كثير من الناس ، وإنما يعرف حكمهن العلماء ( فمن اتقى الشبهات ) أي وصار
العمل من الأتقياء ( استبرأ لدينه وعرضه ) أي طلب البراءة لهما فلا أحد يقدر أن يطعن في ديانته ، ولا
في مروءته .والحديث بطوله ، رواه الجماعة ، على ما ذكر في الأربعين للنووي ، وقد أوضحت الكلام عليه ، كما قدمت
الإشارة إليه ، وفي حديث الطبراني عن عمر مرفوعا : الحلال بين والحرام بين ، فدع ما يريبك إلى ما لا
يريبك .وفي الترمذي وابن ماجه ، والحاكم ، عن سليمان : ( الحلال ما أحل الله في كتابه ، والحرام ما حرم الله
في كتابه ) وما سكت عنه فهو مما عفى عنه .