أنت ( إذا نظرت إلى إبراهيم ) أي النخعي ، وكذا غيرك بدليل قوله ( فكل من رأى هديه ) بفتح فسكون ، أي سمت
في طريقه بدليل قوله ( وسيرته ) في متابعة شريعة وحقيقة ( يقول : كان هديه هدي علقمة ويقول ) أي إبراهيم
( من هدي علقمة كان هديه هدي عبد الله ) أي ابن مسعود ، ( يقول : ) أي علقمة ( من رأى هدي عبد الله كان هديه
هدي رسول اللهصلى الله عليه وسلم ) لكثرة متابعة في أقواله وأفعاله وسائر أحواله الموجبة لكماله في
عاجله ومآله .
نوم الجنب
وبه ( عن حماد ، عن إبراهيم ، عن الأسود ، عن عائشة قالت : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أرادأن ينام وهو جنب ) جملة حالية ( توضأ وضوءه للصلاة ) أي لتكون طهارة في الجملة ، إذ ما لا يدرك كله لا
يترك كله ، والحديث رواه الشيخان ، وأبو داود والنسائي ، وابن ماجه ، عن عائشة بلفظ : كان إذا أراد أن
ينام وهو جنب غسل فرجه وتوضأ للصلاة ، ويؤخذ منه أنه لو كسل أحد من الوضوء أيضا تيمم ، فإنه نوع طهارة
، فهو خير من أن ينام على حدث ، أو جنابة .ثم رأيت الطبراني في الأوسط روى عن عائشة كان إذا وقع بعض أهله فكسل أن يقوم ضرب يده على الحائط
فتيمم انتهى ، وكان أحيانا يغتسل وينام ، وهذا كله مبني على الاستحباب إذ ورد في هذا الباب أنه عليه
الصلاة والسلام كان ينام وهو جنب ولا يمس ماء ، رواه أحمد والترمذي والنسائي وابن ماجه ، عن عائشة
رضي الله عنها .