شرح مسند ابی حنیفه

علی بن سلطان محمد قاری

نسخه متنی -صفحه : 600/ 570
نمايش فراداده

قالوا : كانت لنا ذنوب ، فأخذنا بها ، فيغفر الله لهم بفضل رحمته ، ف كل من كان من أهل القبلة في النار ، فيخرجون منها ، فحينئذ ( يود الذين كفروا لو كانوا مسلمين اتقوا من فراسة المؤمن وبه : ( عن أبيه ، عن عطية ) العوفي ( عن أبي سعيد الخدري ، عن النبي صلى الله عليه وسلم ، قال : " اتقوا من فراسة المؤمن " ) بفتح الفاء ، أي إدراكه الكامل ( فإنه ينظر بنور الله تعالى ، ثم قرأ ) النبي صلى الله عليه وسلم ، أو الصحابي ، استشهادا ، أو اعتضادا ، ( إن في ذلك لآيات للمتوسمين ) للمؤتمنين ، قال : يحتمل مرفوعا ، وموقوفا المتفرسين .

والحديث بعينه رواه البخاري في تاريخه ، والترمذي في جامعه عن أبي سعيد والحاكم ، وسمويه ، والطبراني ، وابن عدي ، عن أبي أمامة ، وابن جرير ، عن ابن عمر ، وحكي عن عثمان رضي الله تعالى عنه أنه دخل عليه بعض أصحابه ، وتدركوا النظر إلى امرأة ، فقال : يدخل أحدكم بعين زانية ، فقال ، أوحيا بعد رسول الله ، قال ، لا ، ولكن فراسة صادقة ، وعلم للفراسة ، كان للإمام فيه اليد الطولى ، كما هو المشهور في مناقبه .

وأما قوله تعالى للمتوسمين ، فقال ابن عباس رضي الله عنه : الناظرين ، وقالمجاهد للمتفرسين ، وقال قتادة : للمعبرين ، وقال مقاتل : للمتفكرين .