ويؤيده قوله عليه السلام : لا تقتلوا الجراد فإنه جند الله الأعظم ، رواه الطبراني والبيهقي في شعبه .
وعامة الفقهاء : على أنه يحل قتله ، لأن في تركه إفساد الأمور .
ورخص صلى الله عليه وسلم بقتل المسلم إذا أخذ ماله .
وأجابوا عن الحديث بأنه محمول على حال عدم إفساده .
ثم اعلم أن المحدثين اتفقوا على أن أربعة من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم كانوا على عهد أبي حنيفة أحياء ، وإن تنازعوا في روايته عنهم ، وهم : أنس وعبد الله ابن أبي أوفى .
وقد سبق تاريخهما ، وسهل بن سعد بن عدي ، مات وهو ابن إحدى وتسعين .
وقيل ثمان وتسعين ، وهو آخر من مات من الصحابة بالمدينة .
وأبو الطفيل ، عامر بن واثلة الكناني ، مات بمكة سنة اثنين ومائة .
وهو آخر من مات من الصحابة في جميع الأرض ، وعليه اتفق المحدثون .
وأول حج حجه الإمام مع والده عام ست وتسعين ، وهو من كمال العبد العادي ، أن قبله يكون موجودا بمكة ، ولم يره الإمام مع والده .
وذكر جماعة : أن الإمام لقي معقل بن يسار المزني ، وهو ممن بايع تحت الشجرة ، وسكن البصرة بعد موت النبي صلى الله عليه وسلم ، وإليه ينسب نهي معقل بالبصرة .
روى عنه الحسن وجماعة ، ومات زمن عبد الله بن زياد بالبصرة بعد الستين ، وقيل في آخر خلافة معاوية .
وقد قيل إنه توفي أيام يزيد بن معاوية ، وكذا ذكره ابن عبد البر ، قيل فيكونموته سنة سبع وسبعين ، وولادة الإمام سنة ثمانين ، فيكون وفاة الصحابي قبل ولادة الإمام .