واحد تسهيلا على الطالب مع ضم ما تيسر عقله أي تقييده في هذا الكتاب من الفوائد جمع فائدة وهي ما
--------------------
11
استفيدت من علم أو مال أو نحوه الشوارد المتفرقة شبه تقييد المسائل في مواضعها بعقل الإبل النافرة
بشد وظيفها إلى ذراعها لئلا تنفر بجامع التمكن من الانتفاع وذكر الشوارد ترشيخ ولا أحذف منها أي
الكاتبين أي ألفاظهما أو النقوش الدالة عليهما إلا المستغنى عنه من تلك الألفاظ أو النقوش للعلم به
أو زيادته أو ذكر عبارة أخصر من عبارتهما أو عبارة أحدهما وإلا القول المرجوح أي الضعيف وإلا ما بني
فرع عليه أي المرجوح فيحذفه ولا أذكر في هذا الكتاب قولا غير ما قدم صاحب التنقيح فيه أو صحح في
التنقيح ولو كان مقدما أو مصححا في غيره والمقصود من الجملة الأولى التزام ذكر ما في الكتابين غير
ما استثناه ومن الثانية التزام أن لا يذكر قولا غير ما قدمه أو صححه في التنقيح فهما متغايران وإن
اتفقا على الما صدق في بعض إلا إذا كان أي غير المقدم والمصحح في التنقيح عليه العمل أي عمل الناس
وأحكام الحنابلة في الغالب أو أشهر أي قال بعض الأصحاب أنه الأشهر أو المشهور أو قوي الخلاف فيه بأن
اختلف التصحيح لكن لم يبلغ من صحح الثاني رتبة من صحح الأول في الكثرة أو التحقيق فربما أشير إليه
تصريحا أو تلويحا ليعلم ما الناس واقعون فيه ورتبة المشهر وما قوي الخلاف فيه حتى لا يغتر به وحيث
قلت في مسألة قيل كذا وقيل كذا ومنه قيل وقيل وقيل ويندر أي يقل ذلك الصنيع في هذا الكتاب فلعدم
الوقوف أي وقوف المؤلف على تصحيح لاحد القولين وإن كانا أي القولان بمعنى الاحتمالين المطلقين
لواحد من الأصحاب ولم تنقل المسألة عن غيره والمؤلف يحكيهما من غير ترجيح لاطلاق قائلهما احتمالية
فهما كما في قوله في النكاح وفي خطبة من أذنت لوليها في تزويجها من معين احتمالان
تنبيه الحكم المروي عن الامام في مسألة يسمى رواية والوجه الحكم المنقول في مسألة لبعض الأصحاب
المجتهدين ممن رأى الامام فمن بعدهم جاريا على قواعد الامام وربما كان مخالفا لقواعده إذا عضده
الدليل والاحتمال في معنى الوجه إلا أن الوجه مجزوم بالفتيا به والاحتمال يبين أن ذلك صالح لكونه
وجها والتخريج نقل حكم إحدى المسألتين المتشابهتين إلى الأخرى ما لم يفرق بينهما أو
--------------------
12
يقرب الزمن وهو في معنى الاحتمال
وسميته أي هذا الكتاب الذي جمع فيه بين المقنع والتنقيح وضم إليه ما تيسر من الفوائد منتهى أي محلا
تنتهي إليه الإرادات أي المقاصد فلا تتجاوزه في جمع المقنع مع التنقيح والزيادات قال مؤلفه لأنه لا
يراد كتاب أكثر مسائل منه في أقل من لفظه وقوله مع التنقيح كان أولى منه والتنقيح قال الحريري في درة
الغواص لا يقال اجتمع فلان مع فلان وإنما يقال اجتمع فلان وفلان وأجيب عنه بما في الصحاح جامعه على
كذا أي اجتمع معه ونظر فيه بأنه لم يقله على طريق النقل فلا حجة فيه وأسأل الله سبحانه وتعالى العصمة
أي أن يمنعه بلطفه من الزلل وأسأل الله سبحانه وتعالى أيضا النفع به أي أن ينفع بهذا الكتاب طالبي
الاستفادة وقد نفع الله تعالى به شرقا وغربا ولله الحمد وأن يرحمني برحمته التي وسعت كل شيء وأن
يرحم سائر الأمة أي أمة إجابة دعوة النبي صلى الله عليه وسلم وسائر إما من سور البلد فيكون بمعنى
الجميع فهو من عطف العام على الخاص أو من السؤر بمعنى البقية أي باقي الأمة بدأ بالدعاء لنفسه لعموم
حديث ابدأ بنفسك وثنى بالدعاء بالنفع بكتابه لعود ثوابه إليه لحديث من سن سنة حسنة فله أجرها وأجر
من عمل بها وختم بالدعاء لباقي الأمة تعميما للدعاء للأمر به
تتمة قال القاضي أبو يعلى إنما اخترنا مذهب أحمد رضي الله عنه على مذهب غيره من الأئمة ومنهم من هو
أسن منه وأقدم هجرة مثل مالك وسفيان وأبي حنيفة لموافقته للكتاب والسنة والقياس الجلي فإنه كان
إماما في القرآن وله فيه التفسير العظيم وكتب من علم العربية ما اطلع به على كثير من معاني كلام الله
عز وجل وروى أبو الحسين ابن المنادي بسنده إلى الحسين بن إسماعيل قال سمعت أبي يقول كنا نجتمع في
مجلس الامام أحمد زهاء على خمسة آلاف أو يزيدون أقل من خمسمائة يكتبون والباقي يتعلمون منه حسن
الأدب وحسن السمت انتهى ولم يؤلف الامام أحمد رحمه الله تعالى في الفقه كتابا وإنما أخذ أصحابه