انشدونا لابن عطاء
صنف الذكر أصنافا فالأول ذكر القلب وهو أن يكون المذكور غير منسي فيذكر والثاني ذكر أوصاف المذكور والثالث شهود المذكور فيفني عن الذكر لأن أوصاف المذكور تفنيك عن أوصافك فتفنى عن الذكر
سئل الجنيد عن الأنس ما هو فقال الأنس إرتفاع الحشمة مع وجود الهبيبة معنى ارتفاع الحشمة أن يكون الرجاء أغلب عليه من الخوف وسئل ذو النون عن الأنس فقال هو انبساط المحب إلى الحبوب معناه ما قال الخليل عليه السلام أرني كيف تحيي الموتى وما قال الكليم عليه السلام أرني أنظر إليك وقوله لن تراني شبه العذر أي لا تطيق وسئل إبراهيم المارستاني عن الأنس فقال هو فرح القلب بالمحبوب وسئل الشبلي عن الأنس فقال هو وحشتك منه وقال ذو النون أدنى مقام الأنس أن يلقى في النار فلا يغيبه ذلك عمن أنس به وقال بعضهم الأنس هو أن يستأنس بالأذكار فيغيب به عن رؤية الأغيار أنشدونا لرويم
سئل سرى السقطي عن القرب فقال هوالطاعة وقال غيره القرب أن يتدلل عليه ويتذلل له لقوله عز وجل واسجد واقترب سئل رويم عن القرب فقال إزالة كل معترض وسئل غيره عن القرب فقال هو أن نشاهد أفعاله بك معناه أن ترى صنائعه ومننه عليك وتغيب فيها عن رؤية أفعالك ومجاهداتك وأخرى أن لا تراك فاعلا لقوله عز وجل للنبي صلى الله عليه وسلم وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى وقوله فلم تقتلوهم ولكن الله قتلهم وانشدونا للنودى