تنقیح فی شرح العروة الوثقی

السید ابوالقاسم الخوئی؛ مقرر: علی التبریزی الغروی

جلد 8 -صفحه : 591/ 12
نمايش فراداده

[ و لا يكفي مجرد قوله : ( أستعفر الله ) بل لا حاجة اليه مع الندم القلبي و ان كان احوط ، و يعتبر فيها العزم على ترك العود إليها ، و المرتبة الكاملة منها ما ذكره أمير المؤمنين عليه السلام .

] و اما الاستغفار اللفظي و قول : أللهم اغفر لي أو استغفر الله و نحوهما فهو معتبر في حقيقة التوبة و لا أنه من لوازم الرجوع لان الاستغفار بمعنى طلب الغفران و التوبة بمعنى الرجوع فهما متغايران مفهوما و مصداقا .

و يدل على عدم اعتباره في التوبة ومغايرتهما - مضافا إلى وضوحه في نفسه - قوله تعالى ( و استغفروا ربكم ثم توبوا اليه ) ( 1 ) فان العطف ب ( ثم ) يدل على ما ذكرناه ، فقد دلت الآية المباركة على أن العبد الآبق يطلب المغفرة من ذنوبه أولا و ان لم يرجع و لم يتب لانه سبحانه غافر الذنوب ، و بعده يرجع إلى الله بالاضافة إلى ما يأتي .

نعم : الاحسن أن يكون رجوع الآبق بقلبه و لسانه و أن تكون توبته واقعية و ظاهرية بقول : ( أللهم اغفر لي ) و نحوه .

و أكمل مراتب التوبة ما ذكره أمير المؤمنين - ع - في نهج البلاغة من أن للتوبة مراتب ستة .

( منها ) و هو خامسها : أن تعمد إلى اللحم الذي نبت على السحت

1 - وقعت هذه الجملة المباركة في سورة هود في ثلاثة مواضع آية 3 و 52 و 90 باختلاف يسير في أولها .