لو قلنا بإفادة صيغة الأمر الوجوبَ وضعاً أو إطلاقاً أو لأجل حكم العقل بأنّبعثَ المولى لا يُترك بلا جواب، فهل الأمر كذلك إذا وقع عقيب الحظر أو توهمه؟ و أمثلته متوفرة في الكتاب و السنة:
1ـ قال تعالى: (يَسْأَلُونَكَ عَنِ الشَّهْرِالْحَرامِ قِتال فِيهِ قُلْقِتالٌ فِيهِ كَبيرٌ وَصَدٌّ عَنْ سَبِيلِ اللّهِوَكُفْرٌ بِهِ وَالْمَسْجِدِالْحَرامِ وَإِخْراجُ أَهْلِهِ مِنْهُ أَكْبَرُ عِنْدَ اللّهِوَالْفِتْنَةُأَكْبَرُ مِنَ الْقَتْلِ) .(1)
وقد نزلت الآية في أوائل الهجرة و مع ذلك نزل في السنة التاسعة قوله تعالى: (فَإِذا انْسَلَخَ الأَشْهُرُ الْحُرُمُ فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ وَ خُذُوهُمْ وَاحْصُرُوهُمْ وَاقْعُدُوا لَهُمْ كُلَّ مَرْصَد) .(2) فالحظر في الآية المتقدّمة و الأمر في الآية التالية.
2ـ قال سبحانه: (وَ يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْمَحيضِ قُلْ هُوَ أَذىً فَاعْتَزِلُوا النِّساءَفِي الْمَحيضِ وَلا تَقْرَبُوهُنَّ) وقال بعد النهي : (فَإِذا تَطَهَّرْنَ فَأْتُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ أَمَرَكُمُ اللّهُ )(3) فالحظر و الأمر في آية واحدة.
3ـ وقال سبحانه: (أُحِلَّتْ لَكُمْ بَهِيمَةُ الأَنْعامِ إِلاّ ما يُتْلى عَلَيْكُمْ غَيْرَ مُحِلِّيِ الصَّيْدِوَأَنْتُمْ حُرُمٌ إِنَّ اللّهَ يَحْكُمُ ما يُريدُ) (4) أي غير مستحلّين اصطيادَها في حال إحرامكم.
وقال في الآية الثانية: (وَإِذا حَلَلْتُمْ فَاصْطادُوا وَلا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوم أَنْ