إنّ العبادة هي الخضوع بين يَدي مَن يعتبره «رَبّاً».
و يمكننا أنّ نُعرّفها كالتالي: العبادة هي الخضوع العملي أو القولي لمن يُعتقد بربوبيَّته، فالعبوديّة تلازم الربوبيَّة، فإذا اعتبر إنسان نفسه عبداً، لمن يعتقده ربّاً تكوينياً ـ سواء كان ذلك ربّاً واقعاً أو لا ـ و خضَع له مع هذا الاعتقاد فقد عَبَده.
و في القرآن الكريم آيات يُستفاد منها أنّ العبادة هي من شؤون الربوبيّة، و إليك بعضها:
(...وَ قالَ الْمَسيحُ يا بَني إسْرائيلَ اعبُدُوا اللّهَ رَبّي وَ رَبَّكُمْ...)(1).
(إنَّ اللّه رَبّي وَ رَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ هذا صِراطٌ مُسْتَقيمٌ)(2).
و غيرها من الآيات.
و هناك آيات تَعتبر العبادة من شؤون الخالق، كما في قوله تعالى:
(ذلِكُمُ اللّهُ رَبُّكُمْ لا إله إلاّ هُوَ خالِقُ كُلِّ شَيءٍ فَاعْبُدُوهُ...)(3).
تُطلق كلمة «ربّ» ـ في اللغة العربية ـ على من أُسند إليه تدبير شيء ما، و ترك مصير ذلك الشيء بيده، فإذا أُطلقت هذه الكلمة على مالك الدار و مالك الإبل و مرضعة الطفل و الفلاّح ـ و غيرهم ـ فإنّما هو بسبب امتلاكهم لإدارة ذلك الشيء و تكفّلهم لمسؤوليته.
1. المائدة: 72.2. آل عمران: 51.3. الأنعام: 102.