وهابیة فی المیزان نسخه متنی
لطفا منتظر باشید ...
(... أئِنَّكُمْ لَتَشْهَدُونَ أَنَّ مَعَ اللّهِ آلِهَةً أُخْرى...)(1).(وَ إذْ قالَ إبْراهيمُ لأَبيهِ آزَرَ أَتَتَّخِذُ أصْناماً آلِهَةً...)(2).إنّ التأمّل في الآيات الّتي تتحدّث عن شرك عَبدة الأصنام يكشف لنا عن هذه الحقيقة و هي أنّ شِرك هؤلاء إنّما كان بسبب اعتقادهم بإلوهيّة أصنامهم المعبودة، و أنّ تلك الأصنام هي آلهة صغيرة قد خَوَّل الإله الأكبر بعض صلاحياته إليهم، وإن كانت مخلوقة و معبودة في وقت واحد، و لهذا كانوا يرفضون دعوة التوحيد.يقول القرآن الكريم:(ذلِكُمْ بِأَنَّهُ إِذا دُعِىَ اللّهُ وَحْدَهُ كَفَرْتُمْ وَ إِنْ يُشْرَكْ بِهِ تُؤْمِنُوا فَالْحُكمُ لِلّهِ الْعَلىِّ الْكَبيرِ)(3).هذا و للمفسّر القدير المرحوم آية اللّه الشيخ محمد جواد البلاغي تعريفاً رائعاً للعبادة ـ في تفسيره القيّم «آلاء الرحمن» ـ يقول:العبادة: ما يرونه مستشعراً بالخضوع لمن يتَّخذه الخاضع إلهاً، ليوفّيه بذلك ما يراه له من حقّ الامتياز بالإلهيّة(4).إنّ المرحوم البلاغي قد صبَّ نظريته العلميّة ـ بإيحاء من الفطرة ـ لكلمة «العبادة» في قالب اللفظ فجاء هذا التعريف الرائع الّذي ينسجم ـ بالكامل ـ مع الآيات القرآنية.