(... إنَّما يُريدُ اللّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أهْلَ الْبَيْتِ وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهيراً)(1).
و يقول فيهم:
(... قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إلاَّ الْمَوَدَّةَ في الْقُرْبى...)(2).
و يقول فيهم:
(...وَ يُطْعِمُونَ الطَّعامَ عَلى حُبِّهِ مِسْكيناً وَ يَتيماً وَ أَسيراً* إنَّما نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللّهِ لا نُريدُ مِنْكُمْ جَزاءً وَ لا شُكُوراً* إنّا نَخافُ مِنْ رَبِّنا يَومْاً عَبُوساً قَمْطَريراً* فَوَقاهُمُ اللّهُ شَرَّ ذلِكَ الْيَوْمِ وَ لَقّاهُمْ نَضْرَةً وَ سُرُوراً* وَ جَزاهُمْ بِما صَبَرُوا جَنَّةً وَ حَريراً... )(3).إلى آخر السورة و غيرها من الآيات.
فلو قام الناسُ ـ تجاه هؤلاء الأولياء المقرَّبين ـ بما ينبغي من التعظيم و التجليل و التكريم والاحترام ـ سواء في حياتهم أو بعد وفاتهم ـ دون أن يعتبروهم آلهة أو اربابا أو مَصدراً مستقلا لأفعال اللّه، فليس هناك من يعتبر هذا العمل عبادة، و لا القائم به مشركاً، بل بالعكس يعتبرهم ذوي حضارة تقدميّة يقدّرون أولياء اللّه و يخلّدون ذكرياتهم و يتّخذونهم قدوة و أُسوة لهم.
إنّ تعظيم أولياء اللّه تعظيمٌ لشعائر اللّه ـ كما سبقت الإشارة إليه ـ و إنّ الإسلام يزخر بالشعائر الإلهية.
لقد كان رسول اللّه ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ يقف عند الحَجر الأسود و يستلمه و يُقبّله، مع العلم أنّه ليس إلاّ حَجراً.
و نحن كذلك نقتدي بهذا النبىّ العظيم فنقبّل الحَجر الأسود، و نطوف حول
1. الأحزاب: 33.2. الشورى: 23.3. سورة إلانسان.