وهابیة فی المیزان نسخه متنی
لطفا منتظر باشید ...
بيت اللّه ـ الّذي ليس إلاّ مجموعة من الطين و الحَجر ـ و نسعى بين الصفا و المروة ـ و ليسا إلاّ جَبَلين ـ أي أنّنا نفعل نفس ما كان يفعله عَبَدة الأصنام تجاه أصنامهم، ولكن لم يخطر ببال أحد _ حتّى الآن_ بأنّنا نعبد الطين و الأحجار... لماذا؟ لأنّ الأحجار لا تضرّ و لا تنفع، أمّا لو أدَّينا هذه المناسك مع الاعتقاد بأنّ هذه الأحجار و الجبال هي الإله و مصدر آثاره، لأصبحنا ـ عند ذلك ـ في عِداد عَبَدة الأصنام.و على هذا الأساس: فإنّ تقبيل يد النبي أو الإمام أو المعلّم أو الوالدين، و كذلك تقبيل القرآن الكريم و الكتب الدينية و تقبيل الضريح و كلّ ما يتعلَّق بعباد اللّه الأزكياء ليس إلاّ تعظيماً و تكريماً لهم لا غير، و تعظيمهم ليس إلاّ تعظيماً للّه سبحانه.لقد ورد في القرآن الكريم سجود الملائكة لآدم ـ عليه السلام ـ و سجود إخوة يوسف ليوسف ـ عليه السلام ـ و لم يخطر ببال أحد بأنّ هذا السجود كان عبادة لآدم أو ليوسف، و السبب في ذلك هو أنّ الذين سجدوا لآدم و ليوسف لم يعتقدوا لهما بالإلوهيَّة و الربوبيَّة، و لم يعتبروهما مصدراً لأفعال اللّه تعالى، بل كان ذلك من باب التعظيم و التكريم لا العبادة، كما هو واضح.إنّ الوهّابيّين عند ما يواجهون هذه الآيات القرآنية لا يُقرّون و لايخضعون لها، بل تراهم يبحثون ـ هنا و هناك ـ عن تبرير و ذريعة لها، فيقولون: إنّ سجود أُولئك لا يُعتبر عبادة، لأنّه كان بأمر اللّه تعالى.و الجواب: صحيح أنّ كلّ ذلك ـ حتى سجود إخوة يوسف ـ كان بأمر اللّه أو رضاه، ولكن الشيء الّذي يتغافل عنه الوهّابيّون و يتجاهلونه هو أنّ حقيقة العمل