وهابیة فی المیزان

جعفر السبحانی

نسخه متنی -صفحه : 332/ 233
نمايش فراداده

قوله تعالى: (فَأَصْبَحُوا في دارِهِمْ جاثمين) ممّا يدلّ على أنّ خطاب النبىّ صالح لقومه كان بعد نزول العذاب عليهم.

و يُفهم من قوله: (وَلكِنْ لا تُحِبُّونَ الناصِحين) أنّ أُولئك كانوا على حدٍّ من العناد و الشقاء بحيث إنّ أرواحهم ـ حتى بعد مماتهم ـ كانت رافضة للموعظة والنصيحة.

ب ـ النبىّ شعيب ـ عليه السلام ـ تحدَّث إلى أرواح قومه أيضاً

إقرأ هذه الآيات:

(فَأَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ فَأَصْبِحُوا في دارِهِمْ جاثمينَ * الَّذينَ كَذَّبُوا شُعَيْباً كَأَنْ لَمْ يَغْنَوْا فيها الَّذينَ كَذَّبُوا شُعَيْباً كانُوا هُمُ الخاسِرينَ * فَتَوَلّى عَنْهُمْ وَ قالَ يا قَوْمِ لَقَدْ أبْلَغْتُكُمْ رِسالاتِ رَبّي وَ نَصَحْتُ لَكُمْ فَكَيْفَ آسى عَلى قَوْم كافِرينَ)(1).

إنّ الاستدلال بهذه الآيات هو كالاستدلال السابق بالآيات المرتبطة بالنبىّ صالح و قومه.

ج ـ النبيّ محمّد ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ يتّصل بالأنبياء

يقول تعالى:

(وَسْئَلْ مَنْ أرْسَلْنا مِن قَبْلِكَ مِن رُسُلِنا أَجَعَلْنا مِنْ دُونِ الرَّحْمنِ آلِهَةً يُعْبَدُونَ)(2).

1. الأعراف: 91 ـ 93.2. الزخرف: 45.