(...شَديدُ الْقُوى)(1).
وَ يصف بعضَ الملائكة بقوله:
(فَالْمُدبِّراتِ أَمْراً)(2).
و غيرهما من الآيات الّتي تُصرِّح ـ أو تُشير ـ بأنّ الملائكة تتولّى إدارة شؤون العالَم، مِن قبْض الأرواح و حراسة الناس و المحافظة عليهم و كتابة الأعمال «كراماً كاتبين» و مُبيدات الأُمم الطاغية، و غير ذلك من مسؤوليات هذا الكون.
إنّ كلّ مَن له إلمام بالقرآن الكريم ـ حتى لو كان قليلا ـ يعلم بأنَّ للملائكة قدرات غيبيَّة، و أنّها تقوم بتصرُّفات إعجازية بإذن اللّه و قوّته.
فلو كان الاعتقاد بالسلطة الغيبية يستلزم الاعتقاد بالإلوهية، لكان كلّ واحد من الأنبياء والملائكة إلهاً مستقلاّ من دون اللّه سبحانه، و هذا واضح البُطلان.
ما هو الحلّ و القولُ الفصل؟
الجواب: لقد ذكرنا أنّ الحلّ و القول الفصل هو الفرق و التمييز بين القدرة المستقلَّة و القدرة المكتسَبة، فالاعتقاد بالقدرة المستقلَّة ـ لغير اللّه ـ يستلزم الشرك به سبحانه، بينما الاعتقاد بالقدرة المكتسَبة ـ في أىّ مجال ـ هو التوحيد بذاته.
إلى هنا تبيَّن لك ـ أيّها القارئ ـ أنّ الاعتقاد بالقدرة الغيبية لدى أولياء اللّه
1. النجم: 5.2. النازعات: 5.