وهابیة فی المیزان

جعفر السبحانی

نسخه متنی -صفحه : 332/ 48
نمايش فراداده

السلطان عبدالحميد في عام 1270 هـ و استغرق أربع سنوات، و بإمكانك ـ أيّها القارئـ مراجعة كتاب «وفاء الوفا» للسمهودي ـ من صفحة 383 إلى صفحة 390 ـ للحصول على تفاصيل أُخرى حول ما مرَّ على مرقد رسول اللّه ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ من بناء و تجديد و تعمير، طوال التاريخ الإسلامي، و حتى عصر السمهودي، و من بعده في الكتب الخاصّة بتاريخ المدينة المنوّرة.

ج ـ حديث أبي الهيّاج

و الآن قد حان الوقت في أن نبحث في الحديث الّذي يتمسّك به الوهّابيّون في حرمة البناء على القبور.

قبل كلّ شيء نذكر نَصّ الحديث بالسَّند الّذي رواه مسلم في صحيحه:

«حدَّثَنا يَحْيى بنْ يَحْيى وَ أبُوبَكْر بن أبي شَيْبَةَ وَ زُهَيْر بن حَرْب، قال يَحْيى: أخْبَرَنا ـ وَ قال الآخران: حدَّثنا ـ وَ كيعٌ عَنٌ سُفْيانَ عَن حَبيب بن أبي ثابِت، عَنْ أبي وائِل، عَنْ أبي الهَيّاج الأسدي قالَ: قالَ لي عَلىُّ بن أبي طالِب: ألا أبعَثُكَ عَلى ما بَعَثَني عَلَيْهِ رَسُولُ اللّه أنْ لا تَدَعَ تِمْثالا إلاّ طَمَسْتَه وَ لا قَبْراً مُشْرِفاً إلاّ سَوَّيْتَهُ»(1).

لقد اتّخذ الوهّابيّون هذا الحديث دليلا على حرمة البناء على القبور، من دون أىّ تحقيق في رجاله و سَنده ولا في متنه ودلالته.

1. صحيح مسلم: 3/61، كتاب الجنائز; السُّنن للترمذي: 2 / 256، باب ما جاء في تسوية القبر; السنن للنسائي: 4/88 ، باب تسوية القبر .