ورع

عبد الله بن محمد بن ابی الدنیا؛ محقق:محمد بن حمد الحمود

نسخه متنی -صفحه : 107/ 7
نمايش فراداده

في الرذائل .

واطلق شناقها ، وحل زمامها وارخاه ودساها ولم يصنها عن قبيح .

فاقل ما في تجنب القبائح : صون النفس .

واما ( توفير الحسنات ) فمن وجهين احدهما : توفير زمانه على اكتساب الحسنات .

فإذا اشتغل بالقبائح نقصت عليه الحسنات التي كان مستعدا لتحصيلها .

الثاني

توفير الحسنات المفعولة عن نقصانها ، بموازنة السيئات وحبوطها ، كما تقدم في منزلة التوبة : ان السيئات قد تحبط الحسنات ، وقد تستغرقها بالكلية أو تنقصها .

فلا بد ان تضعفها قطعا ، فتجنبها يوفر ديوان الحسنات .

وذلك بمنزلة من له مال حاصل .

فإذا استدان عليه فاما ان يستغرقه الدين أو يكثره أو ينقصه فهكذا الحسنات والسيئات سواء .

واما ( صيانة الايمان ) فلان الايمان عند جميع اهل السنة يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية .

وقد حكاه الشافعي وغيره عن الصحابة والتابعين ومن بعدهم واضعاف المعاصي للايمان امر معلوم بالذوق والوجود .

فان العبد - كما جاء في الحديث - ( إذا اذنب نكت في قلبه نكتة سوداء .

فان تاب واستغفر صقل قلبه .

وان عاد فاذنب نكت فيه نكتة اخرى ، حتى تعلو قلبه وذلك الران الذي قال الله تعالى ( كلا بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون ) المطففين : 114 ، فالقبائح تسود القلب .

وتطفئ نوره ، والايمان هو نور في القلب .

والقبائح تذهب به أو تقلله قطعا .

فالحسنات تزيد نور القلب .

والسيئات تطفئ نور القلب .

وقد