ایضاح الدلیل فی قطع حجج اهل التعطیل

محمد بن ابراهیم بن جماعه

نسخه متنی -صفحه : 79/ 5
نمايش فراداده

واستحقاقه جل جلاله نعوت الربوبية والمقصود حصول النظر والاستدلال المؤدي إلى معرفة الله تعالى وإنما استعمل المتكلمون تلك الألفاظ من الجوهر والعرض على سبيل التقريب والتسهيل على المتعلمين والسلف الصالح وإن لم يستعملوا هذه الألفاظ فلم يكن في معارفهم خلل والخلف الذين استعملوا هذه الألفاظ لم يكن ذلك لطريق الحق مباينة . . . ولا في الدين بدعة كما أن المتأخرين من الفقهاء عن زمن الصحابة والتابعين رضوان الله عليهم استعملوا ألفاظ الفقهاء من العلة والمعلول والقياس ثم لم يكن استعمالهم لذلك بدعة وقل مثل ذلك في المحدثين الذين أوجدوا مصطلحات وعناوين معينة في رواة الحديث وفنونها من حيث القوة والضعف والقبول والرفض ولم يكن استعمال ذلك منهم بدعة منكرة معاذ الله وإنما هي اصطلاحات خاصة قامت بكل فن ولا مشاحة في الاصطلاح وسئل الإمام عبد الكريم القشيري رحمه الله تعالى فقيل له أرباب التوحيد هل يتفاوتون فيه فقال إن فرقت بين مصل ومصل وعلمت أن هذا يصلي وقلبه مشحون بالفضلات وذاك يصلي وقلبه حاضر ففرق بين عالم وعالم هذا لو طرأت عليه مشكلة لم يمكنه الخروج منها وهذا يقاوم كل عدو للإسلام ويحل كل معضلة تعز في مقام الخصام وهذا هو الجهاد الأكبر فإن الجهاد في الظاهر مع أقوام معينين وهذا جهاد جميع أعداء الدين وهو آيات بينات في صدور الذين أوتوا العلم وللخراج في البلدان قانون معروف إذا أشكل خراج بقعة رجع الناس إلى ذلك القانون وقانون العلم بالله قلوب العارفين فرواة الأخبار خزان الشرع والقراء من الخواص والفقهاء حفظة الشرع وعلماء أصول الدين هم الذين يعرفون ما يجب ويستحيل ويجوز في حق الصانع وهم الأقلون اليوم رمى الدهر بالفتيان حتى كأنهم بأكناف أطراف السماء نجوم وقد كنا نعدهم قليلا فقد صاروا أقل من القليل السلف الصالح يخوضون في علم التوحيد حين أخظ يظهر في أيام الصحابة رضوان الله عليهم شيء من التشويش على مسائل من علم التوحيد انبروا لبيان الحق وردع الباطل وقمعه أ - قال الإمام القرطبي رحمه الله تعالى في تفسيره العظيم عند قوله تعالى وأما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله الرابع الحكم فيه الأدب البليغ كما فعله عمر بصبيغ وقال أبو بكر الأنباري وقد كان الأئمة من السلف يعاقبون من يسأل عن تفسير الحروف والمشكلات في القرآن لأن السائل إن كان يبغي بسؤاله تخليد البدعة وإثارة الفتنة فهو حقيق بالنكير وأعظم التعزيز وإن لم يكن ذلك قصده استحق العتب بما اجترم من الذنب إذ أوجد للمنافقين الملحدين في ذلك الوقت سبيلا إلى أن يقصدوا ضعفة المسلمين بالتشكيك والتضليل في تحريف القرآن عن مناهج التنزيل وحقائق التأويل فمن ذلك ما حدثنا إسماعيل بن إسحاق القاضي أنبأنا سليمان بن حرب عن حماد بن زيد عن يزيد بن حازم عن سليمان بن يسار أن صبيغ بن عسل قدم المدينة فجعل يسأل عن متشابه القرآن وعن أشياء فبلغ ذلك عمر رضي الله عنه فبعث إليه عمر فأحضره وقد أعد له عراجين من عراجين النخل فلما حضر قال له عمر من أنت قال أنا عبد الله صبيغ فقال عمر رضي الله عنه وأنا عبد الله عمر ثم قام إليه فضرب رأسه بعرجون فشجه ثم تابع ضربه حتى سال دمه على وجهه فقال حسبك يا أمير المؤمنين فقد ذهب - والله - ما كنت أجد في رأسي ب - قال يحيى بن يعمر رحمه الله تعالى كان أول من قال في القدر بالبصرة معبد الجهني فانطلقت أنا وحميد بن عبد الرحمن الحميري حاجين أو معتمرين فقلنا لو لقينا أحدا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فسألناه عما يقول هؤلاء في القدر فوفق لنا عبد الله بن عمر داخلا المسجد فاكتنفته أنا وصاحبى أحدنا