بصره من خلقه وسبحات جمع سبحة وهي جلال الله تعالى وعظمته وقيل أضواء وجهه وسميت بذلك لأن الإنسان إذا رأى حسن الخلق قال سبحان الله أو سبحان من خلقه وقيل قوله سبحات وجهه كلام معترض ومعناه سبحات الله ويصير تقدير الكلام لأحرقت النار ما انتهى إليه بصره من خلقه انتهى
ما منكم من أحد إلا سيخلو به ربه يوم القيامة ويكلمه ليس بينه وبينه ترجمان الحديث اعلم أن المراد بالخلو هنا أفراده بذلك الكلام وتخصيصه به دون غيره حتى يظن المخاطب أنه ليس مكلما سواه وذلك ستر من الله تعالى عليه حلما وكرما ولطفا
عن أبن مسعود أن نبي الله صلى الله عليه وسلم قال إذا تكلم الله بالوحي سمعه أهل السماء كجر السلسلة على الصفا الحديث ومنه الحديث يأتيني الوحي أحيانا كصلصلة الجرس وليس في الحديث الأول سمع صوته أهل السماء ورواه بعضهم كذلك ظانا أنه رواه بالمعنى وليس كذلك قال الخطابي يريد والله أعلم أنه صوت متدارك يسمعه السامع ولا يتبينه عند أول ما يقرع سمعه حتى يفهمه ويستثبت فيعيه حينئذ انتهى
عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول الله تعالى أنا عند ظن عبدي بي وأنا معه إذا ذكرني فإن ذكرنى في نفسه ذكرته في نفسي وإن ذكرني في ملا ذكرته في ملأ خير منهم وإذا اقترب مني شبرا اقتربت منه ذراعا وإن اقترب إلي ذراعا اقتربت منه باعا وإن أتانى يمشي أتيته هرولة وقد تقدم معناه النفس وأن معنه أنا ومعنى عند وأما قوله في القرب شبرا وذراعا وباعا والمشي والهرولة فإنه تمثيل للإقبال عليه بالرحمة والإجابة له وتعظيم أجره وثوابه على مقدار العمل الذي تقرب به فأريد تمثيل ذلك بمن أقبل على صاحبه ومحبه قدر شبر فأقبل عليه ذراعا وكمن مشى إلى صاحبه فهرول صاحبه إليه قبولا له وتكريما وقيل معناه توفيقه وتيسير العمل المتقرب به عليه
عن أبي موسى رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم جنتان من فضة آنيتهما وما فيهما وجنتان من ذهب آنيتهما وما فيهما وما بين القوم وبين أن ينظروا إلى ربهم إلا رداء الكبرياء على وجهه في جنة عدن قوله رداء الكبرياء على وجهه إشارة إلى صفة الكبرياء كما تقدم وكأنه لعظمته وكبريائه لا يريد أن ينظر إليه أحد قبل كونه في جنة عدن بإذنه تعالى فإذا أراد أذن لهم أن يدخلوها فدخلوها إذا اراد أن يروه فيرونه والظرف في