عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم فيما يحكى عن ربه العظمة إزاري والكبرياء ردائي فمن نازعني واحدا منهما قصمته وفي رواية قذفته في النار وفي رواية العز إزاري اعلم أنه لا يجوز على الله تعالى الإزار والرداء المعروفان بيننا لا سيما فسرهما بالعظمة والكبرياء وإنما معناه والله أعلم أن العظمة والكبرياء صفتان من صفاته لا يشاركه فيهما غيره ولا يتعاطاها أحد من خلقه وذكر الإزار والرداء تمثيل على طريق المجاز لأن الملتحف بردائه والمؤتز بإزاره لا يشاركه غيره في ذلك في تلك الحالة فكذلك الرب تبارك وتعالى لا يشاركه أحد في عظمته وكبريائه سبحانه وتعالى
الحديث العشرون
في حديث الدجال إنه أعور وإن ربكم ليس بأعور تقدم أن الجوارح والأعضاء على الله تعالى محال فمعنى الحديث والله أعلم ننفي التناقص على الله تعالى وثبوت صفة النقص للدجال فصفة النقص دليل على عدم ربوبيته وبطلان قوله وليس المراد إثبات الجارحة للرب تعالى وجعل بعض الحنابلة ذلك من باب دليل الخطاب وأثبت الجارحة لرب العزة سبحانه وتعالى عن سمات المخلوقين وهو تجسيم منهم وتجرؤ على الله تعالى وخطأ في الإستدلال فإنا إذا قلنا القمر ليس بأعور لم يلزم منه أن يكون له عينان ودليل الخطاب ليس بحجة عند أكثر علماء الأصول في الفروع فكيف يحتج به في صفات الرب تعالى
الحديث الحادي والعشرون
عن أبي رزين العقيلي قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الله لا ينام ولا ينبغي له أن ينام يخفض القسط ويرفعه يرفع إليه عمل الليل قبل عمل النهار وعمل النهار قبل عمل الليل حجابه النور وفي رواية النار لو كشفه لأحرقت سبحات وجهه ما انتهى إليه بصره من خلقه وقوله حجابه النور اعلم أن كل ما جاء في الحديث من الحجاب أو الحجب فمعناه راجع إلى المخلوق لا إلى الخالق تعالى لأنهم هم المحجوبون عنه بحجاب خلقه لهم وأما الرب تعالى فيستحيل أن يكون محتجبا أو محجوبا لأن الحجاب أكبر من المحجوب وإلا لم يستره وأصل الحجب المنع ومعنى حجب الكافرين عن رؤيته منعهم من رؤيته ويروي أن رجلا قال بحضرة علي رضي الله عنه لا والذي احتجب بسبعة أطباق فقال ويحك إن الله لا يحتجب عن خلقه ولكن حجب خلقه عنه وأضافه إليه لأنه خلقه وجعله وقوله لو كشفه لأحرقت سبحات وجهه ما انتهى إليه بصره من خلقه أي لأحرقت سبحات وجهه تعالى من أدركه