1 - إثبات جميع ما أثبت الله تعالى لنفسه أو صح ذلك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من الأسماء والصفات دون تحريف أو تبديل دون زيادة أو نقصان دون نفي وإنكار شيء مهما كان غريبا عند بعض العقول أو كان فوق ما تدركه العقول لأن العقل عندهم إنما هو آلة يستعان به على الفهم عن الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم وهو مناط التكليف من الله تعالى وسبب المسئولية عنده وليس من حق العقل التشريع أو الرفض والإبطال لما صح بالدليل الشرعي المقبول 2 - التفريق بين الخالق والمخلوق وفق ما جاءت النصوص الشرعية به وتقتضيه العقول السليمة مثل قوله ليس كمثله شيء وهو السميع البصير الشورى 11 3 - تفويض إدراك حقيقة متشابه الصفات إلى الله تعالى والتسليم بجميع ما جاءت النصوص الصحيحة إيمانا بذلك وإذعانا وتسليما وفق مراد الله تعالى ومراد رسوله صلى الله عليه وسلم هذا هو مذهب العدل الصواب والحمد لله وقد تفرع هذا المذهب في شأن صفات الله تعالى إلى فرعين كريمين هما السلف والخلف
فصل السلف والخلف
السلف هم العلماء العدول الوارثون عن رسول الله صلى الله عليه وسلم الحقائق والمعارف والعقائد ويمكن أن يقال هم السادة الأخيار إلى نهاية المائة الثالثة من الهجرة النبوية الشريفة المباركة وانتهى إليه تقريبا دور تدوين الحديث الشريف والكلام على رجاله وأعني بأولئك السادة الأخيار كبار الأئمة الفقهاء والمحدثين والأصوليين والمفسرين وأمثالهم من علماء الإسلام وتلامذتهم وأتباعهم في عصرهم وبعدهم وعليه الكثير من العلماء وأتباعهم إلى يومنا هذا وإلى ما شاء الله تعالى قول السلف في الصفات السلف الصالح في حق صفات الله تعالى طائفتان قالت الطائفة الأولى من السلف الأصل الإيمان بجميع ما جاء من عند الله تعالى وصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في حق صفات الله تعالى وإمراره على ما جاء واعتبار فهمه هو قراءته وعدم الخوض فيه بشيء من الكلام قط قال محمد بن الحسن الشيباني تلميذ الإمام أبي حنيفة الثاني رحمهما الله تعالى اتفق الفقهاء كلهم من الشرق إلى الغرب على الإيمان بالصفات من غير تفسير ولا تشبيه وقال ما وصف الله تعالى به نفسه فقراءته تفسيره ذكره اللالكائي في شرح السنة وذكر البيهقي بسنده إلى إسحاق بن موسى الأنباري قال سمعت سفيان بن عيينة يقول ما وصف الله تبارك وتعالى به نفسه في كتابه فقراءته تفسيره ليس لأحد أن يفسره بالعربية ولا بالفارسية ولما سئل الإمام أحمد رحمه الله تعالى عن حديث الرؤية والنزول ونحو ذلك قال نؤمن بها ونصدق بها ولا كيف ولا معنى شرح السنة للالكائي