يروى عن أبي الأحوص عن أبيه ابي مالك عن النبي صلى الله عليه وسلم في حديث قال فيه فكل ما أحل الله لك وساعد الله أشد من ساعدك وموسى الله أحد من موساك هذا حديث ضعيف عند أئمة الحديث وبتقدير ثبوته فالمراد بالساعد القوة وشدة البطش لأن قوة الإنسان في بطشه وعمله بيده وساعده فمعناه ان أمره أنفذ من أمرك وقدرته أتم من قدرتك على الحيوان التي تنحره وكذلك قوله موسى الله أحد من موساك على الحيوان الذي تنحره فقطعه أسرع من قطعك فتجوز عن سرعة نفوذ إرادته بالموسى لسرعة عمله لحدته وقطعه
الحديث العاشر
يروى عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال إن غلظ جلد الكافر اثنان وأربعون ذراعا بذراع الجبار وإن ضرسه مثل أحد هذا “ حديث ضعيف “ والجبار هنا لا يعنى الرب تبارك وتعالى بل عني به رجلا جبارا كان يوصف بطول الذراع وعظم الجسم ومنه قوله تعالى كل جبار عنيد وما أنت عليهم بجبار فمراده بذراع ذلك الجبار الموصوف بطول الذراع وقيل كان ذراع طويل يعرف بذراع الجبار فسماه للتعظيم والتهويل لا أنه ذراع اليد المخلوقة
الحديث الحادي عشر
إذا قام أحدكم يصلي فإنه بين عيني الرحمن هذا حديث ضعيف لا يحتج به ولا يثبت مثله وتقدير ثبوته فمعناه أنه بمرأى من الله تعالى كما يقول الغائب لمن هو حاضر في نفسه هو بين عيني ويقول الرجل لصاحبه حاجتك بين عيني أي أنا معتن بها غير ساه عنها ويقال ذلك في الأجسام والمعاني ومنه قوله تعالى تجري بأعيننا وتصنع على عيني والمراد بمرأى منه ليلزم الأدب بين يديه ومنه قوله عليه الصلاة والسلام فإن قبل الله وجهه أي ثوابه وقبلته وأنه يشاهده ويراه
الحديث الثاني عشر
عن عبد الله بن خليفة قال فيه الكرسي الذي يجلس عليه الرب ما يفضل منه إلا أربع أصابع وإن له أطيطا كأطيط الرحل الحديث وحديثه الآخر عنه عن عمران إن كرسيه فوق السموات والأرض وإنه يقعد عليه فما يفضل منه إلا قدر أربع أصابع هذان الحديثان باطلان مردودان مضطربان إسنادا ولفظا وعبد الله بن خليفة مجهول لا يعرف من هو ثم تارة يرفع الحديث وتارة يوقفه وفي رواته الحكم وعثمان مجهولان ولعله من وضع بعض المبتدعة أو الزنادقة ولقد أنكر على الدارقطني رواية مثل هذا الحديث وإيداعه كتبه وكيف تثبت صفة الباري تعالى بمثل ذلك الخبر الواهي ولقد غلب على كثير من المحدثين مجرد النقل مع جهلهم بما يجب لله تعالى من الصفات